Sunday, December 22, 2013

الباورميتر وجمع وتحليل المعلومات

رياضيوا الترياثلون يعدّون من اكثر الرياضيين تقبّلاً للمعدات والادوات الجديدة التي تساعدهم على رفع كفاءتهم. ينطبق ذلك على بدلة السباحة المطاطية التي تجعلهم يطفون على مستوى أعلى في الماء مما يخفض مقاومة الماء، كما ينطبق على الدراجة المصممة بشكل انسيابي وعلى الخوذة الإنسيابية وحذاء الدراجة السريع الإغلاق أو شواطات أحذية الجري التي لا تحتاج إلى ربط. كل هذا يساعد على قطع مسافة السباق بأقل جهد أو أقصر وقت أو كلاهما.
 ولا يختلف ذلك خارج السباق حيث يسعى رياضيوا الترياثلون إلى رفع كفاءة التدريب لإستغلال وقتهم الى أقصى حدٍ ممكن. فتجد رياضيي الترياثلون من أوائل من يستخدم أحزمة جس النبض وساعات متابعة السرعة والمسافة المقطوعة. بل هم أيضاً من أول من يسجل أداءهم في التمرين للتأكد من أنهم يتحسنون عدة ثوانٍ هنا أو بعض دقائق هناك ويستخدمون لذلك طرق تقليدية كالقلم والورق أو قوائم في الكمبيوتر (التي اعدها طريقة تقليدية)، وهناك الكثيرون  ممن يستخدم وسائل اقلّ تقليدية مثل صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بتسجيل ونشر كل معلومات أدائهم في التمرينات (سترافا، جارمن، ترينينج بيكس وغيرها).
وأنا كخريج هندسة ميكانيكية أحب متابعة التقنيات المعروضة دون ان اشتريها بالضرورة. فدراجتي ليست أحدث الدراجات وأخفها ولا أمتلك خوذة انسيابية.
 أحد التقنيات التي أكرر التفكير بها ولكني غير متأكد من منافعها لي بالذات هو جهاز قياس الطاقة (باورميتر). وتختلف انواع الباورميتر عن بعضها البعض في نقطة مهمة وهي موقع قياس الطاقة. إذا قررت يوماً ما استثمار مبلغ كبير في جهاز كهذا فالنوع الذي سأشتريه هو النوع الذي يركب على الدواسات. وقد أخرجت شركة جارمين مؤخراً موديلاً كهذا يكلف ١٥٠٠ يورو على حسب ما اتذكر.
هناك سببين رئيسيين لتفضيلي لجهاز يركب على الدواسات أولهما انه سهل التركيب مما يجعل نقله من دراجة لأخرى سهلا كنقل الدواسات من دراجة لاخرى. السبب الآخر هو انني استطيع بواسطته تحليل ومن ثم تحسين أداء الرجل اليمنى واليسرى بشكل منفصل. الامر الذي مازلت غير مقتنع منه هو مدى جدوة الباورميتر لي كرياضي هاوٍ فقط. فيمكنني بواسطة الباورميتر أن أعلم بدقة مقدار الطاقة (واط) الذي ابذله في أي لحظة معينة وتسيير تمريناتي حسب ذلك. ٢٠٠ واط في الحر أو البرد وعند الصعود أو النزول وفي بداية التمرين أو آخره بل عند شخص أو آخر هم ٢٠٠ واط دون اختلاف. بينما إتباع عدد دقات القلب وتسيير التمرينات حسب ذلك قد يكون كافٍ لي كهاوي ولكني أعلم أني لا أحصل على كل المعلومات التي احصل عليها عند قياس الطاقة.
 الباورميتر سيمكنك من معرفة إن كان أداءك يتحسن دون أن تأثر عوامل أخرى على النتيجة مثل قوة الرياح و ضغط الهواء في العجل وغيرها. الباورميتر يمكنك أيضاً من تفادي الخروج عن الحد الأعلى من الجهد الذي يمكنك بذله في سباقات المسافات الطويلة بينما عدد دقات القلب لا يتغير بسرعة كافية لإخبارِك مباشرة بأنك خرجت عن الحد الأعلى. ويتكلم راكبوا الدراجات المحترفون عن عدد محدود من اعواد الكبريت التي يمكن للدراج حرقها قبل أن ينهك. فكلما خرج عن الحد الأقصى لمدة معينة حرق عوداً من هذه الأعواد. والباورميتر يمكنك من التحكم بذلك بسهولة.
مع كل الإهتمام بالمعدات والأدوات المختلفة وقياس الأداء وجمع المعلومات وتحليل الأرقام أنصحك أيها الرياضي بترك كل ذلك بين الحين والآخر والإستمتاع بالطبيعة حولك والإستماع إلى مايقوله لك جسدك وإحساسك. اخرج للجري او لركوب الدراجة بين الحين والآخر دون أي هدف ودون قياس أي شيء وستشحنك المتعة بطاقة تساعدك على المداومة على التمرين لمدى الحياة.

No comments:

Post a Comment