Sunday, October 5, 2014

كتاب "٥٠ في ٥٠" - دين كرنازس

كتاب هذا الشهر "٥٠ في ٥٠" الذي  يتكلم فيه عداء المسافات الطويلة دين كرنازس عن تحدي جري ٥٠ مراثون في ٥٠ يوم وقد أكمل هذا التحدي في عام ٢٠٠٩. 
استمعت إلى هذا الكتاب متأملاً ان احصل على العديد من النصائح المفيدة لي وأنا أجهّز نفسي لجري ١٠٠ كم في العام القادم. ومع ان التعرف على ما لاقاه دين من تحديات وعوائق خلال الخمسين يوم كان مثير للإهتمام إلا أنني كنت أتأمل الحصول على معلومات أكثر تساعدني شخصياً على التحضير. لذلك فسأقتصر على ذكر أمر أو أمرين لا علاقة لهم بالجري مباشرة. 
من بين طرائف ما حصل خارج هذا التحدي هو كيفية استخدام المدارس أو المدرسين لهذا الحدث، والتغطية الإعلامية التي حصل عليها، في طرق تعليمية لتلاميذهم. فهناك مدرِّسة  الجغرافيا التي جعلت من الحدث طريقة لتعليم أسماء الولايات الأمريكية والتعريف بعواصم ومدن هذه الولايات. ومدرس حِساب اعطى تلاميذه وظيفة طرح ٢٦،٢ ميل من الطول الإجمالي للخمسين مراثون وذلك يومياً ولمدة أيام الحدث الخمسين فكانوا في النهاية يتقنون الطرح. وكل ذلك كان بالإضافة إلى التأثير الإيجابي من ناحية تحفيز الكثير من الصغار على ممارسة رياضة الجري. ولولا الإعلام بالطبع لما كان كل هذا قد حصل. عندما أقارن ذلك بإعلامنا العربي أشعر بأننا لا نعطي الرياضة حقها في مجتمعنا. فيقتصر إعلامنا على رياضة كرة القدم وينسى الرياضات الأخرى. وحتى بما يخص رياضة كرة القدم فمعظم الأخبار تتحدث عن الدوري الإنجليزي أو الإسباني أو غيره من الدوريات الأوروبية. ولكي لا يساء فهمي فأنا أحب مشاهدة بعض مباريات البوندسليغا الألمانية كما أحب لعب كرة القدم بنفسي كلما سنحت الفرصة. لكننا نحتاج إلى التوازن بين الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية حيث أن الرياضيين المحلين أو العرب هم من يقتدي بهم صغارنا ويحسّون أن باستطاعتهم الوصول إلى نفس المستوى. والأهم أيضاً أن نجد توازناً بين أخبار كرة القدم والأخبار الرياضية الأخرى. كنت في رحلة عمل قبل أسبوع أو إثنين وحصلت على نسخة جريدة عربية في المطار (ليس لدي الكثير من الفرص في ألمانيا حيث أعيش) فوجدت فيها صفحتين للرياضة فقط وكل مقالات الصفحتين تتكلم عن أخبار كرة القدم العالمية بلا إستثناء. كان ذلك في الوقت الذي شهد الألعاب الآسيوية في إنشيون في كوريا الجنوبية، أي أن الفرص كانت عديدة جداً للكتابة عن مختلف الرياضات والرياضيين العرب الأمر الذي كان قد يدفعهم معنوياً على تقديم أقصى ما بوسعهم علماً بأن أداءهم يحظى على الإهتمام في أوطانهم. لا أريد انتقاد الجميع فقد وجدت بعض الإهتمام هنا أو هناك ولكننا نحتاج إلى المزيد. وربما يبدأ ذلك بمراسلين لهم علم بمختلف الرياضات.   
وتطرق دين كرنازس أيضاً إلى موضوع النساء في رياضة الجري فذكر أن في عام ٢٠٠٣ ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة فإن عدد النساء اللاتي أكملن مراثون قد فاق عدد الرجال. النساء يستطعن ممارسة كل الرياضات التي يمارسها الرجال أيضاً. ليست هذه بحقيقة جديدة، ولكن مالا يدركه الكثيرون هو ان الفارق في الأداء الرياضي بين الإناث والرجال يضمئل كلما طالت المسافة. فليس بغير العادي حسب قول دين كرنازس أن يكون الفائز بسباق ٥٠ أو ١٠٠ ميل إمرأة. في عام ٢٠٠٦ فازت إمرأة في واحد من أقسى سباقات الجري لمسافات طويلة وهو سباق باد ووتر في وادي الموت (ديث فالي) في أريزونا فكان الفارق بينها وبين الرجل الذي حاز على المركز الثاني ١٥ دقيقة، وما كان ذلك الرجل إلا كرنازس بنفسه. 
 وكنت فد قرأت كتاب كريسي ويلينجتون من قبل وأعلم أنها كانت في العديد من المرات إحدى الأوائل العشرة في سباقات الآيرون مان كما كان لها أسرع زمن مراثون في أحد السباقات أي أسرع من أي رجل في ذلك السباق. أغلب محترفين الترياثلون للمسافات الطويلة يهدفون إلى إنهاء السباق في أحد المراكز العشرة الأولى على الأقل. ولكنهم في عهد كريسي كان لهم هدف ثاني وهو ان لا يكونوا أبطأ من إمرأة. العديد منهم فشل في تحقيق هذا الهدف. 
هذين الموضوعين ليسا إلا موضوعين جانبيين في كتاب كرنازس ولكني أحسست أن ذكرهم يجدي. 
غداً سأبدأ قراءة كتاب أعلم أنه سيغير بشكل كامل نظركم لأحد أهم مأكولاتنا. من يعلم ما أتكلم عنه؟ 

No comments:

Post a Comment