Thursday, December 6, 2018

البحرين 2.0




ها أنا جالسٌ على متن طائرة طيران الخليج رحلة رقم 70 متجهٌ إلى البحرين للمرة الثانية بعد مرور عامين، للمشاركة في سباق الآيرونمان 70.3 بعد يومين. كالعادة لدي شعور غريب بأنني لم أستعد بمقدار كافٍ. ولكن بما أن هدفي لا يتعدى الرغبة بإكمال السباق فسيكون كل شيء على ما يرام ان شاء الله ولن يقفني إلّا عطل في الدراجة لا سمح الله
عدة أشياء تغيرت منذ مشاركتي قبل عامين. أول التغيرات وأكبرها هو انتقالي من ألمانيا إلى مصر قبل أقل من أربعة أشهر بسبب العمل، ولمدة قد تصل إلى عامين أو ثلاثة. ورغم الكثير من المتطلبات في العمل، والتي لا أتطرق لها هنا، فإنني تمكنت من الإندماج بسرعة بفعالياتٍ رياضية في مصر  و مقابلة العديد من الرياضيين ذوي إهتمامات مشابهة لي
فأولاً، عن طريق التواصل عبر الفيسبوك تعرفت على السوري محمد مرعي وعلمت أنه كان سبّاحاً ناجحاً في سوريا في الماضي وهو الآن مدرب سباحة. فتتطور الوضع إلى أن أصبح محمد مدربي الخاص وصديقاً لي. أتدرب مرتين في الأسبوع معه في الصباح قبل الذهاب إلى العمل فأذهب جرياً لعشرين دقيقة من المنزل إلى المسبح لأتمرن على السباحة لمدة ساعة أو أكثر قليلاً و من ثم يصل السائق ليأخذني إلى العمل. أشعر أنني تحسنت كثيراً ولكن ذلك قد لا يظهر في السباق في البحرين لأنني كنت منقطعاً عن السباحة لمدة طويلة قبل ذلك بغض النظر عن الفرص التي سنحت بين حينٍ وآخر.


وبالإضافة إلى السباحة فلقد خرجنا عدة جمعات على الدراجات ما بين ساعة أو ساعتين. كما شاركنا في سباقين للدراجات. أولهما كان سباقٌ ضد الساعة طوله 60 كم نظمته مجموعة "مشوار". انطلق كل متسابق دقيقةً بعد الآخر وكنت ثاني المنطلقين والوحيد الذي استعمل دراجة ترياثلون بينما استعمل الآخرون دراجة طريق. تجاوزت أول المنطلقين بعد مسافة خمسة كم تقريباً و بقيت وحيداً بعد ذلك إلى أن بقي ما يقارب 5-7 كم. عندئذٍ ضرب عجلي الأمامي في أحجار حادة على الشارع فإنثقب. توقفت في الطريق السريع الخالي واثقٌ بأن السباق قد انتهى لي. لم تمر إلّا لحضات ليتوقف بجانبي شخصٌ لا أعرفه مع دراجة ترياثلون جميلة من نوع كانيون وسألني إن كنت أحتاج للمساعدة فقلت له أني كنت في سباقٍ وأنه قد انتهى لي. ثم خطر لي أن أسأله إن كان لديه عجل داخلي فقال نعم. فسألته إن كان لديه منفاخ فقال نعم. فسألته إن أحب إعطائي إياهم. وبدأنا بتغيير العجل وهو يساعدني وعلمت أنه كان يشتغل في مجال التسويق  في ذات الشركة التي انا فيها منذ 30 سنة. وكان قد تركها منذ مدة. كما علمت أنه يتمرن للمشاركة في سباق البحرين أيضاً. يالها من صدفٍ غير معقولة. الطريق خالي إلّا من شخص وحيد لا أعلم من أين أتى، ماضيه في شركتي ومستقبله معي في البحرين، أهداني قطع غياره وساعدني في التغيير ثم رافقني في الكيلومترات الأخيرة إلى خط النهاية ولم يتوقف هناك بل ودعني راكباً ليكمل تمرينه. شريف الأشرم. هذا هو اسمه وأتمنى أن ألقاه في البحرين لأشكره مرة أخرى. وبالمناسبة، مع أن العطل أخّرني خمسة دقائق على الأقل أو أكثر، لم يتجاوزني متسابقٌ آخر في هذه المدة وبعد أن انتظرنا وصول كل المتسابقين إلى النهاية إتضح أنني حصلت على المركز الثاني.

سباق الدراجات الثاني الذي شاركت به كان سباق كرايتيريوم في القرية الذكية في مدينة 6 أكتوبر مكون من اثنى عشرة دورة طولها الإجمالي 43.2 كم. المنافسة كانت قوية فلم استطع البقاء في ظل المجموعة الأولى إلى النهاية. أنهيت السباق في المركز الرابع في فئة ما فوق الخمسة وثلاثين سنة من العمر. وبالطبع لو كانت هناك فئة ما فوق السادسة والخمسين لكنت الأول :-)

بعد كل هذا لماذا إذاً أشعر بأنني غير جاهز؟ السبب الرئيسي هو انني لم أتمرن على المسافات الطويلة ولساعات طويلة. لم يتعدى أي تمرين نصف الوقت الذي أظن انني سأحتاجه في البحرين. ولكن من الناحية الأخرى، فإني واظبت على التمرين لمعدل 7 ساعات في الأسبوع من بداية العام إلى الآن. سأعلم يوم السباق أيٌ سيكون تأثيره أكبر.
قاربت الطائرة على الهبوط وما أريد ذكره سريعاً هو أنني أضطررت أن أترك أداة تصليح الدراجة في المطار إذ نسيت أنها تعتبر آلة حادة لا يمكن أخذها داخل الطائرة. وهذا يعني أن علي أن أبحث عن أداة أستعيرها أو أشتريها لأُركِّب دراجتي وأشد براغيها. وإن شاء الله تصل الدراجة ولا تكون قد ضاعت بين المطارات
بعد الوصول إلى الفندق سأذهب إلى مكان السباق لتلقّيَ تعليمات المتسابقين هذا المساء. وفي صباح الغد سأذهب لتجربة مسار السباحة ولأقرر إن كنت سأسبح في البدلة المطاطية أو بدونها. إلى اللقاء في الجزء التالي

No comments:

Post a Comment