Saturday, June 29, 2019

هل ستمنعني إصابتي من المشاركة في آيرونمان هامبورغ؟


التمرين الرياضي ليس صحياً في كل الأحوال. فمع انه يقوي القلب والمناعة ضد الأمراض فيطيل العمر. وكذلك فهو يرفع من مستوى الذكاء ويحسّن التركيز فيجعل المداوم عليه أكثر نجاحاً إجمالاً. إلّا أن كل هذه التأثيرات تبان على المدى البعيد. أما على المدى القصير فهناك العديد من المخاطر التي قد تفاجئك وتؤدي الى الأذى أو الإصابة أو المرض، دون أن نذكر الموت الذي يحصل كل حينٍ و آخر غالباً عل شكل حادثٍ على الدراجة، وذلك موضوعٌ كامل بحد ذاته سأتركه لتدوينةٍ أُخرى.
لماذا أفتح موضوع المخاطر؟ لأنني أذيت نفسي قبل يومين مما قد يمنع مشاركتي في آيرونمان هامبورغ في ٢٨ يوليو أي بعد ٤ أسابيع.
في الأسابيع الماضية كنت أتابع أخبار استشفاء رياضي الترياثلون الكندي ليونيل ساندرز وهو من أبطال مسافة الآيرونمان العالميين. تنافسات ليونيل مع الألماني يان فرودينو في كونا/هاواي كانت برأيي ستقارب الوصول الى مستوى التنافس ما بين مارك ألان و ديڤ سكوت في الثمانينات والتي سُمّيت بحرب الحديد (iron war). ثم حدث ما لا نتمنى لأي رياضي أن يحدث. وقع ليونيل من دراجته فحدث له كسر في الحوض. لم يكن الوقوع وهو على سرعة عالية أو أية سرعة بالفعل، بل كان قد توقف ليشرب الماء من حنفية على الطريق دون أن ينزل عن دراجته فسقط على الأرض. ويقول ليونيل أن هذا أبيخ حادث ممكن أن يحصل فخجل وركب دراجته بسرعة ليهرب من أنظار الناس وأكمل تمرينه. وأتى الشعور بالألم بعد ذلك. 
أُخبركم بهذه القصة لأخفف من بياخة حادثي فهذا ما حصل:
كنت في رحلة عملٍ لمدة أسبوع في سنغافورة وأكتب هذه التدوينة وأنا على متن الطائرة في طريق العودة إلى مصر. بعد يومٍ طويل من الإجتماعات عدت إلى الفندق وأردت استغلال الوقت القليل الباقي قبل غروب الشمس للجري في المنطقة الجميلة المجاورة للفندق والتعرف عليها. وأنا غالباً ما أستكشف واتعرف جرياً على المناطق التي ازورها. بعد ربع ساعة من الجري رافعاً رأسي، أتفرج على المعالم يميناً ويساراً، اصطدمت رجلي اليمين بغطاء بالوعة مياه في الأرض كان مرتفعاً قليلاً. وكان الشارع منحدراً إلى الأسفل. فوقعت ووضعت يديي أمامي لأمتص أثر الصدمة. جُرِحت و نزلت الدماء من راحة يديي وركبتي اليسرى. ولكن أول ما رأيته هو أصبعي الصغير (البنصر) الذي التوى ٩٠ درجة إلى الداخل. و أول ما خطر على بالي في تاك اللحظة هو أنني لن أستطيع السباحة في سباق الآيرونمان بعد ٤ أسابيع. و بدون تردد مسكت إصبعي وشددته و لويته صارخاً كما في الأفلام الأمريكية ليعود إلى مكانه مستقيماً وأكملت الجري لنصف ساعة أخرى والمارّون ينظرون إلى الدم السائل من يدي وركبتي.






 في الصباح التالي أجبرني أحد زملائي على الذهاب إلى المستشفى بعد أن بدأ الأصبع أن ينتفخ قليلاً ويزرقّ. واتصلت الزميلة سُها المصرية التي تعيش في سنغافورة بزوجها زيد الذي أخذني بسيارته إلى المستشفى وأعادني إلى الإجتماع بعد عدة ساعات. نتيجة الأشعة أظهرت أن هناك كسر نظيف في الأصبع سيأخذ بضعة أسابيع ليلتحم. لا أدري ماذا سأفعل بسباقي ولكني سأقرر خلال الأسبوعين القادمين حسب التحسن وحسب إحساسي بما سأخسره من اللياقة دون تمرينات السباحة وكيف سأعوض عن ذلك. هل لديكم أية اقتراحات؟
ملاحظة: لدى ليونيل ساندرز قناة يوتيوب أنصح ممارسي الترياثلون بمتابعتها لأنه كثيراً ما يشرح عن تمرينه ولماذا يعمل التمرين الذي يفعله وما تأثيره على الأداء في السباق وغير ذلك من المعلومات المفيدة. كما إن ليونيل شخصية فريدة، دخل عالم الترياثلون ليتغلب على إدمان المخدرات الذي كان سيقتله. 
ملاحظة ثانية: لسببٍ ما فإن إصاباتي لها علاقة بالجري دائما، إما حين لعب كرة القدم الذي أصبحت أتجنبه رغم حبي له أو حين الجري العادي.  في آخر حادث حين الجري انزلقت على الجليد وأنا أركض في شتاء المانيا هبوطاً من جبلٍ بعد صعوده جرياً. وقد كتبت عن ذلك في تدوينة سابقة.
ملاحظة ثالثة: أشعر بعدم أهمية إصابتي عندما أُفكِّر بحوادث الدراجات المميتة أو الأخرى المؤلمة التي يتعرض لها بعض من أعرفهم شخصياً أو أسمع عنهم في مواقع التواصل الإجتماعي. تحياتي من هنا إلى شريف الأشرم متمنياً أن تكون قد أستشفيت بالكامل، وإلى معن مرغلاني من السعودية متمنياً أن يعود كما كان ان شاء الله.






No comments:

Post a Comment