Sunday, September 29, 2019

إحتفال التحمل في أزها - العين السخنة

بعدما أنهيت سباق الرجل الحديدي في هامبورغ في ٢٨/ ٧/ ٢٠١٩ كان لدي ٨ أسابيع للسباق التالي في ٢١/ ٩/ ٢٠١٩ الذي كان مركباً من ١٥٠٠ م سباحة متبوعة بِ ١٠ كم جري. السباق كان في مجمع أزها في العين السخنة على شاطئ البحر الأحمر في مصر تحت تنظيم تراي فاكتوري الذين أحسنوا في تنظيم العديد من سباقات التحمل المختلفة في مصر مؤخراً.
٨ أسابيع. كيف أستغلهم بشكلٍ فعّال لا سيما أن أسبوعاً منهم سيضيع في الإستشفاء من سباق الرجل الحديدي وأسبوعاً آخراً في الإستراحة قبل السباق؟ إذاً ٦ أسابيع فقط بالفعل!
الأغلبية الساحقة من تمريناتي لهامبورغ كانت بطيئة وطويلة وأعطتني قاعدة أبني عليها. ولكن هذا السباق قصيرٌ نسبياً ويحتاج إلى السرعة. فقررت أن أتبع الخصوصية في التدريب (training specificity). أي أنني بكل بساطةٍ سأحاول أن أعمل تمريناتٍ مركبة من السباحة والجري متى استطعت وأن الجري سيكون أغلبه، إن لم يكن كلّه، بسرعة عالية. وهذا ما فعلته
لكل خطة تحديات. فالتحدي الأول الذي واجهته هو ازدياد احتياجات العمل فانخفض معدل ساعات التمرين من ٨ ونصف إلى ٦ ونصف في الأسبوع. التحدي الثاني هو عدم تواجد مسبحٍ طوله ٢٥م في هذه الفترة فأصبحت كل تمرينات السباحة تمرينات في مكاني مربوطاً بحبل مطاطٍ مرتدياً كفوف (قفازات) مما جعلها تمرينات تحمل القوة.


طول تمرينات السباحة كان ما بين ال٣٥ و ال ٤٥ دقيقة وبما أنها كانت بمكاني فلم أستطع ترجمتها إلى سرعة معينة ولكن ذلك لم يكن مهماً جداً. أما تمرينات الجري فأختلف الأمر بها. كنت أبدأ أغلب تمرينات الجري بعد السباحة مباشرة وأغلبها كانت ما بين ٧ كم و ١٠ كم وبسرعة واحدة ومرتفعة … بالنسبة لي بالطبع، وقد لا تكون عالية لبعض منكم. لاحظت التحسن من تمرين لآخر بوضوح إلى أن وصلت إلى آخر تمرين قبل السباق بثلاثة أيام فجريت ٨ كم بمعدل ٤:٥٦ دقيقة/كم. لا أذكر أنني جريت بهذه السرعة لمسافة كهذه في أي من تمريناتي من قبل. أول سباق ١٠ كم جريته في حياتي كان قبل ١٩ سنة وأذكر أن معدلي كان ٥ دقائق وبضع ثوانٍ في الكيلومتر. إذاً بعد كل هذه السنين وبعد التركيز على تمرين السرعة لستة أسابيع فقط إستطعت أن أحطم رقمي القياسي! ولكن للأسف … لم أستطيع إعادة هذا الأداء في السباق نفسه بعد ٣ أيام من هذا التمرين. ربما لم تكن مدة الراحة في الأيام الأخيرة كافية ولكن الأرجح أن فارق درجة الحرارة بين تمريناتي المسائية بعد غروب الشمس وجرية السباق ذاتها التي كانت في وقت مرتفع الحرارة ما بين التاسعة والنصف والعاشرة والنصف صباحاً هو الأكثر تأثيراً. ولكن … مهما كان الأمر … فالمفاجأة كانت أنني حصلت على المركز الأول في فئتي العمرية (٥٥-٥٩ سنة)!!!


والآن؟ عدت إلى الوضع ذاته. السباق القادم طويل بمسافة نصف الرجل الحديدي تحت تنظيم تراي فاكتوري أيضاً. والوقت ما بين السباقين ٨ أسابيع فقط للمرة الثانية حيث سيكون في تاريخ ١٦/ ١١/ ٢٠١٩ في سهل الحشيش قرب مدينة الغردقة على شاطئ البحر الأحمر. وتحديات العثور على وقت للتمرين لم تقل بل ازدادت خاصة بسبب عدة سفرات خلال هذه المدة. لست متفائل بأي احتمال لأداءٍ جيد ولذلك فإن هدفي هو إكمال السباق فقط والإنبساط بالإندماج مع كل الرياضييات و الرياضيين الآخرين ومراقبة تطور من أعرفهم وتشجيع الجميع على الطريق.
أتمنى لتراي فاكتوري دوام التوفيق في تنظيم المزيد من السباقات في المستقبل. كما أتمنى أن تزيد المشاركة العربية من خارج مصر إذ أن دولنا العربية أولى بالسياحة الرياضية من الدول الأجنبية خاصة عند تواجد فعاليات تنظيمها إحترافي. وسنراكم عن قريب إن شاء الله.

No comments:

Post a Comment