Monday, July 6, 2015

إلى مدراء التسويق

 يرى رعاة الرياضة في طواف فرنسا من جديدٍ فرصة إستثمارٍ قيِّمة جدّاً. وكيف لا يكون ذلك وسباق الدراجات التاريخي هذا يُعدُّ ثالث أكبر حدث رياضي في العالم بعد كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية. قناة يوروسبورت الرياضية التلفزيونية رأت ٥٠ مليون مشاهد لطواف فرنسا في العام الماضي. 
ومع ذلك فقد تناقص عدد الراعين جداً في الأعوام القليلة الماضية في سياق فضائح تعاطي المنشطات المحرمة. فانسحبت من هذا الحدث شركات تيليكوم و چيوولشتاينر وڤيورت وميلرام الألمانية على سبيل المثال. وكذلك كان حال نايكي الأميريكية. لم يريد أحد أن يكون لإسمه علاقة مع تعاطي المنشطات. كما تراجع عدد المعجبين فبينما كان عددهم عام ٢٠٠٦ في ألمانيا يراوح ٤٠ بالمائة من الألمان، أصبح يعادل ١٩ بالمائة في العام الماضي. وبالتالي فإن التكاليف هبطت بشدة مما تستفيد منه قناة أ.ر.د التليفزيونية الألمانية.  فبينما كلفت حقوق نقل السباق ٢٠ مليون يورو لثلاثة أعوام من ٢٠٠٩ إلى ٢٠١١، يقال أن القناة وقعت مؤخرا على إتفاق نقلٍ لعامين بقيمة خمسة ملايين فقط وهذا في وقت يشهد عودة المعجبين الذي ارتفع عددهم إلى ٢٤ بالمائة في العام الماضي. وبهذا فإن الإهتمام بالرعاية بدأ بالعودة.
بالمقارنة برياضات أخرى فإن تكاليف الرعاية في رياضة الدراجات قليلة. يقول ينز فويچت المحترف السابق الذي شارك في الطواف ١٧ عاماً: "٥ ملايين يورو تعطِني حق لصق شعارٍ في مكانٍ ما في جانب سيارة فورميولا واحد أو حق حضور حفلة عيد الميلاد مع بايرن ميونخ لشخصين. أما في رياضة الدراجات فإني أحصل على حق تسمية فريق كامل مما يجعل إسمي موجوداً على الدوام. إنها دعاية عظيمة". 
وتعلم ذلك مجموعة شركات دكتور ڤولف التي تضم شامبو الشعر ألبيتسين والتي ترعى فريقاً بذات الإسم لأول مرة في طواف هذا العام. فقد استثمر مُصنِّع الشامبو ١٦ مليون يورو لمدة ٤ أعوام تنتهي عام ٢٠١٨. والهدف هو إعطاء ماركة ألبيتسين شهرة عالمية. ولا يخفي مدير أعمال الشركة إثارته حيث سيرافق نقل طواف فرنسا دعاياتٌ تليفزيونية تُبثُّ إلى الدول الثمانين الناقلة للسباق. إنها أكبر حملة إعلامية في تاريخ الشركة على حد قول مدير الأعمال ورياضة الدراجات رأس رمح عولمة الشركة. ويُذكر أن شعار ألبيتسين هو "منشطٌ للشعر ... للشعر فقط" وذلك لإحتواء الشامبو على النيكوتين. 
مبيعات ألبيتسين تعادل ربع مبيعات المجموعة التي تصل إلى ٢٤٣ مليون يورو. إرتفعت مبيعات الشامبو هذه بمقدار ٢٢٪ أو ٤٤٪ خارج ألمانيا. وفي تايوان إضطرت الشركة على تزويد السوق بسرعة بطائرات محملة بالشامبو.
ومع أن رياضة الدراجات أصبحت من أنظف الرياضات في الوقت الحالي إلّا إنها لا تخلوا من خطر فضيحة مجددة بسبب تعاطي أقلّاء للمنشطات. ولكن حتى إذا حدث هذا فلا يبدوا ان التأثير سيكون كبيراً كما ترينا خبرة فريق فستينا الذي طُرد من الطواف عام ١٩٩٨ بسبب المنشطات وتحدث الإعلام كثيراً عن الخبر. يقول مدير ألمانيا لشركة ساعات فستينا في ذلك الوقت أن المبيعات تضاعفت في ذلك الوقت وأصبح الجميع يعرف ماركة الساعات هذه. 
وكتبت في تدوينة سابقة عن شركة بورا لمعدات المطابخ التي تشاركت مع آرچون برعاية فريق بإسميهما في بلجيكا في العام الماضي. بعد أن نُقل السباق طوال اليوم في التلفزيون البلجيكي، يقول مؤسس شركة بورا أنه تلقى رسالة شكرٍ من أحد مسئولي مبيعاته الخارجيين يقول له فيها أنه لم يعد أي بائع مطابخ في بلجيكا لا يعرف بورا. وتضاعفت مبيعات بورا منذ ذلك وستدوم على الإرتفاع تِلوٓ المشاركة في طواف فرنسا هذا العام.