Wednesday, December 30, 2015

أخبار فريق ألاميدا

وصلتني أخبار من حسن عفيفي مدير فريق ألاميدا أون للترياثلون بأن الفريق سيطلق عدداً من المشروعات الجديدة في عام ٢٠١٦ هدفها رفع مستوى الوعي برياضة الترياثلون في المنطقة العربية وجعل الوصول إليها والإحتكاك بها أكثر سهولة. ويقول حسن أن الهدف الأعلى هو جعل الترياثلون الرياضة العربية والأفريقية المتصدرة. وينبغي للوصول إلى ذلك أن تكون هذه الرياضة معروفة لأكثر الناس في المنطقة حيث يعرفون لاعبيها ويداومون على متابعة منافساتها.

ومن مشاريع الفريق إنشاء نادي لرياضيي الفئات العمرية الهواة لمساعدتهم بطرقٍ عدة منها عرض برامج ومعسكرات التدريب وخصومات على أسعار التسجيل في سباقات حول العالم. 

كما ينوي فريق ألاميدا على إنشاء جمعية للنساء لتشجيع أعداد كبيرة منهن على المشاركة في الرياضة عن طريق عرض دورات ومعسكرات تدريب مخصصة للنساء فقط تضمن المحجبات ولابسات النقاب منهن أيضاً وتمكنهن من الحصول على النصائح من محترفات الترياثلون مباشرة. 

وبالإضافة إلى ذلك فإنه سينظم سباقات وفعاليات في أماكن عديدة في المنطقة لتمكين المشاركة لمن لا يستطيع السفر بعيداً للمشاركة. وسيُطلِق أكاديميات ترياثلون لتعريف الأطفال بهذه الرياضة بطريقة مرحة وتعويدهم على ممارسة حياة صحية، بل للعثور على الموهوبين منهم لتطوير قدراتهم في المستقبل. 

كما سيكون هناك مشروع للتركيز على البنية التحتية للرياضة سيبتدأ في أول ربعٍ من العام القادم حيث سيزور الفريق مناطق أكثر حرماناً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتكلم عن الترياثلون ومساعدة من لا قدرة لهم بالمشاركة بدون دعم. 

كل هذه المشاريع تحظى بالمشاركة والدعم المعنوي من إتحاد الترياثلون العربي ورئيسه أحمد ناصر دون أن تسبب أية تكلفة لحكومات المنطقة على الإطلاق. الفريق يموِّل نفسه بنفسه عن طريق شركات داعمة من القطاع الخاص أذكرها في أسفل هذا المقال لأنها تستحق أن تُعرَفَ بدعمها. 

أشكر حسن عفيفي على هذه الأخبار الشيقة وأتمنى له ولفريق ألاميدا عاماً ناجحاً جداً. 

Alameda Healthcare Holdings

Tri Sport Arabia

o.n.


Saturday, September 5, 2015

كريس فروم - التسلّق

كتب كريس فروم سيرته بعد فوزه الأول في بطولة طواف فرنسا عام ٢٠١٣ وقبل أن يعود ليكرر الفوز بعد ذلك بسنتين في طواف ٢٠١٥، أي قبل أسابيع قليلة. وكان هذا الكتاب رفيقي في آخر طلعات الجري الطويلة التي عملتها مؤخراً كجزءٍ من تحضيراتي لأول سباق جري ألترا لي في آخر هذا شهر أغسطس. وللعلم اني استمع الى كتاب كل شهر بدلا من القراءة حيث يمكنني فعل ذلك خلال تمرينات الجري الطويلة. 
لم أكن متابعاً لأخبار فروم قبل قراءة الكتاب، ولذلك فإن أول ما فاجأني هو أنه من كينيا وليس إنجليزي. بالطبع فإن أصل عائلته من إنجلترا ولكنه ولد في كينيا وعاش طفولته فيها وبدأ حياته الرياضية بها كما مثّلها في مناسبات رياضية عديدة قبل أن يغيّر جنسيته ليصبح إنجليزي.
وسبب تغييره لجنسيته هو أنه لم يلقى أي دعم من اتحاد الدراجات الكيني بل على العكس. فهو يصف على سبيل المثال قصة سباق لعدة أيام في مصر شارك فيه منتخب كينيا وكيف  أن المسئول عن الفريق الكيني أختفى في مرحلة من المراحل وترك الفريق بلا سيارة مرافقة تحمل المشروبات والمأكولات. ويقول أن الجو كان حاراً في ذلك اليوم فاضطر أن يسأل مسؤولي الفريق الجنوب افريقي الذين تكرموا ببعض زجاجات الماء.  كما يذكر كيف فقدوا أحد اعضاء الفريق الذي غاب عن وعيه خلال أحد المراحل بسبب الجفاف الذي أصابه لقلة الماء فبقي مرتمياً على جانب الطريق ولم ينتبه لعدم وجوده أحد. ولكن الحظ انقذه من الموت الأكيد حيث نسي أعضاء فريقٍ آخرٍ شيئاً في نقطة بداية تلك المرحلة فاضطروا إلى إرسال أحد مساعديهم بالسيارة فصدف أن اكتشف هذا المساعد الدراجة في نصف الطريق ثم الخوذة ثم الدراج نفسه وتم انقاذه. 
هذه حوادث لن تجدها في فريقٍ متقدمٍ جدّي الهدف بل يأسفني أن أقول أنني لن استغرب ان تكون حياة الكثير من فرقنا العربية مليئة بقصص مُشابهة.
انتمى فروم إلى فريقين محترفين ولم يكد يكسب إلا قليلاً في البداية قبل أن ينضم إلى فريق سكاي في النهاية براتبٍ سنوي يعادل ١٠٠ ألف يورو لم يشعر أنه يستحقهم حيث لم يتألق في أي من سباقاته الأولى. وكان لعدم تألقه أسباب عديدة قد يكون أولها تأخُّرُ اكتشافه بأنه مصابٌ بمرض البلهارسيا الذي كان يمتص قدراً كبيراً من طاقته. لكن السبب الآخر والأهم هو افتقاده لخبرة كافية تمكنه من وضع خطة استراتيجية لكل مرحلة مع الإحتفاظ بمرونة تغيير الخطة حسب التطورات. وبالفعل، فإن من اكثر ما أعجبت به هو قراءة (أو الإستماع إلى) تفاصيل الكثير من مراحل طواف فرنسا و طوافات أخرى والتي يصفها فروم بدقة وبكلمات مثيرة تجعلك تندمج في السباق وكأنك وسط المتسابقين. هذه التفاصيل تستحق بذاتها إعادة القراءة لتعميق دراستها حيث شعرت أني بدأت أتعلم تحليل ما يحصل في هذه السباقات المليئة بالإستراتيجية والتكتيك. 
 أحد السباقات التي يصفها كريس فروم هو طواف عُمان في عام ٢٠١٣ والذي كان أول سباق في موسم ذلك العام. كونتادور من فريق ساكسو بانك كان من أقوى المنافسين وكذلك نيبالي. ويصف فروم بطريقة شيّقة كيفية حصوله على القميص الأصفر في المرحلة التي انتهت على قمة الجبل الأخضر و تَفاجُأَه ببعض المشاهدين الذين حيّوه بلغة السواحيلي التي يتكلمها فظن أنهم سوّاح إلا ليكتشف أن هناك جالية لا بأس بها من الكينيين يعيشون في عُمان.
ويتطرق فروم إلى تكوينة الفريق والأدوار التي يلعبها أعضاؤه ونفسيّاتهم وكيف أن كل أعضاء الفريق يخدمون القائد لمساعدته على الفوز. كريس فروم شعر بأنه كان بإستطاعته الفوز بطواف فرنسا عام ٢٠١٢ ولكنه اضطر الى الإنصياع إلى أوامر الفريق و تكريس مجهوداته لخدمة قائد الفريق برادلي ويغنس وتمكينه من الفوز بالطواف في ذلك العام. فكان بعد ذلك شبه إتفاق مع مدير فريق سكاي ومع برادلي ويغنس بأن الفريق كله سيسخر لدعم فروم في العام التالي، أي عام ٢٠١٣. وعندما اقترب موعد السباق أعلن ويغنس للصحافة بشكل مفاجئ أنه سيشارك في طواف فرنسا بهدف الفوز بنفسه، كونه قائد الفريق. ولكن لم يصل الأمر الى حصول هذه المنافسة داخل الفريق خلال السباق حيث اضطر ويغنس للإنسحاب بسبب الإصابة. 
وهناك مواضيع عديدة أخرى شيقة مثل بعض التعليقات على أهمية الباورميتر أو معدل دقات قلب كريس فروم وهو عند الراحة أقل ما سمعته إلى اليوم حيث ينخفض إلى ٢٩ دقة في الدقيقة. الكتاب شيّق وأنصح به لكل من يحب رياضة الدراجة العالمية.

Saturday, August 8, 2015

العرب والالعاب الاولمبية

اليوم السبت ولديّ أموراً كثيرة يجب أن أنهيها. ولكن لسبب ما خطر على بالي سؤال شغلني: ما هو دور وأهمية الدول العربية تاريخياً في الرياضة العالمية؟ قلت لنفسي أن أفضل مقياسٍ سيكون في أداء الدول العربية في الألعاب الأولمبية الحديثة منذ بدايتها فبحثت عن المعلومات.

ركّزت بحثي على الألعاب الصيفية فقط، فالألعاب الشتوية منعدمة عند العرب (ولا أقول "شبه" منعدمة). هذه هي بعض الحقائق التي وجدتها:

- مصر حصدت أكثر من ربع عدد الميداليات العربية الإجمالي وأكثر من ربع الميداليات الذهبية أيضاً. ومع ذلك فترتيبها العالمي لا يجعلها من أول ٥٠ دولة. كما إن معظم ميداليات مصر أقدم من ١٩٥٠. 
- المغرب والجزائر وتونس يتبعون مصر بهذا الترتيب. وهذه الدول الأربعة حصلت على ما يقارب ٩٠٪ من الميداليات الذهبية العربية و٧٥٪ من كل الميداليات العربية.
- اذا كان هناك فريق تحت إسم جامعة الدول العربية فسيكون ترتيبه ٣٦ حسب الميداليات الذهبية و ٢٩  حسب إجمالي الميداليات.
- كل الميداليات بدون إستثناء حُصِدت في منافسات فردية. الفشل في الألعاب التي تحتاج إلى فرقٍ هو فشل كامل وتام. السعودية حصلت على ميدالية لفريق قفز الخيل المكون من أربعة أشخاص ولكنني أعتبر كل منهم له أدائه الخاص به ولا علاقة له بالثلاثة الآخرين لعدم الحاجة للتعاون أو التنسيق بأي شكل من الأشكال.
- أنجح الرياضات حسب عدد الميداليات هي الملاكمة (١٦ ميدالية) ثم رفع الأثقال (١٢) ثم المصارعة (١١). بعض رياضات الجري تأتي في المراتب الثلاثة التالية وهي عدْو ال ١,٥٠٠م (١٠) ثم ٥,٠٠٠م (٧) ثم ١٠,٠٠٠م (٦). ثُلثَي اجمالي الميداليات حصده العرب في ٦ رياضات فقط. أي أنه لا يوجد تنوع أبداً.   

بعض الأسئلة التي أطرحها لنفسي، وربما تكون موضوع تدوينة قادمة، هي:

- ما سبب فشل الدول العربية الآسيوية الكامل بالمقارنة مع الدول العربية الأفريقية؟ هل هناك عوامل وراثية أو مناخية أو ...؟ الأمر عجيبٌ بالفعل.
- ما سبب إهتمام معظم مسؤولي الرياضة العرب الشبه كامل بالرياضات الفِرَقية، وأوّلهم كرة القدم، مع أنها فاشلة بالمقارنة مع ما يحققه بعض المشاركين في الرياضات الفردية؟ وما هي فرص المشاركين في الرياضات الفردية لو تلقّوا نصف تمويل  رياضات الكرة؟
- هل نجح كل عربي (وعربية بالطبع) حاصل على ميدالية بسبب دعم حصل عليه أم أن نجاحه كان رغم انعدام الدعم؟ وكم منهم نجح بسبب خروجه من البيئة العربية و تمرنه في دول غربية؟    
- هل بإمكان العرب إرسال فريق يُنافس تحت شعار جامعة الدول العربية؟ هل تسمح لوائح اللجنة الأولمبية بهذا؟ لا شك إن الرياضة مجالٌ مناسب جداً لتنمية شعور الإنتماء لأمة واحدة وإن لم يمكن تكوين فريقٍ موحدٍ فلا مانع من توحيد سياسات و قوانين الرياضة كلها و تنسيقها وكأنها سياسات دولة واحدة.

 لدي العديد من الأسئلة الأخرى، لنفسي وللمسئولين وللمهتمين وللرياضيين، ولكن كما قلت في البداية فإن لدي أعمال أخرى علي أن أنهيها، وهي أقل تعقيداً.


 

Monday, July 6, 2015

إلى مدراء التسويق

 يرى رعاة الرياضة في طواف فرنسا من جديدٍ فرصة إستثمارٍ قيِّمة جدّاً. وكيف لا يكون ذلك وسباق الدراجات التاريخي هذا يُعدُّ ثالث أكبر حدث رياضي في العالم بعد كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية. قناة يوروسبورت الرياضية التلفزيونية رأت ٥٠ مليون مشاهد لطواف فرنسا في العام الماضي. 
ومع ذلك فقد تناقص عدد الراعين جداً في الأعوام القليلة الماضية في سياق فضائح تعاطي المنشطات المحرمة. فانسحبت من هذا الحدث شركات تيليكوم و چيوولشتاينر وڤيورت وميلرام الألمانية على سبيل المثال. وكذلك كان حال نايكي الأميريكية. لم يريد أحد أن يكون لإسمه علاقة مع تعاطي المنشطات. كما تراجع عدد المعجبين فبينما كان عددهم عام ٢٠٠٦ في ألمانيا يراوح ٤٠ بالمائة من الألمان، أصبح يعادل ١٩ بالمائة في العام الماضي. وبالتالي فإن التكاليف هبطت بشدة مما تستفيد منه قناة أ.ر.د التليفزيونية الألمانية.  فبينما كلفت حقوق نقل السباق ٢٠ مليون يورو لثلاثة أعوام من ٢٠٠٩ إلى ٢٠١١، يقال أن القناة وقعت مؤخرا على إتفاق نقلٍ لعامين بقيمة خمسة ملايين فقط وهذا في وقت يشهد عودة المعجبين الذي ارتفع عددهم إلى ٢٤ بالمائة في العام الماضي. وبهذا فإن الإهتمام بالرعاية بدأ بالعودة.
بالمقارنة برياضات أخرى فإن تكاليف الرعاية في رياضة الدراجات قليلة. يقول ينز فويچت المحترف السابق الذي شارك في الطواف ١٧ عاماً: "٥ ملايين يورو تعطِني حق لصق شعارٍ في مكانٍ ما في جانب سيارة فورميولا واحد أو حق حضور حفلة عيد الميلاد مع بايرن ميونخ لشخصين. أما في رياضة الدراجات فإني أحصل على حق تسمية فريق كامل مما يجعل إسمي موجوداً على الدوام. إنها دعاية عظيمة". 
وتعلم ذلك مجموعة شركات دكتور ڤولف التي تضم شامبو الشعر ألبيتسين والتي ترعى فريقاً بذات الإسم لأول مرة في طواف هذا العام. فقد استثمر مُصنِّع الشامبو ١٦ مليون يورو لمدة ٤ أعوام تنتهي عام ٢٠١٨. والهدف هو إعطاء ماركة ألبيتسين شهرة عالمية. ولا يخفي مدير أعمال الشركة إثارته حيث سيرافق نقل طواف فرنسا دعاياتٌ تليفزيونية تُبثُّ إلى الدول الثمانين الناقلة للسباق. إنها أكبر حملة إعلامية في تاريخ الشركة على حد قول مدير الأعمال ورياضة الدراجات رأس رمح عولمة الشركة. ويُذكر أن شعار ألبيتسين هو "منشطٌ للشعر ... للشعر فقط" وذلك لإحتواء الشامبو على النيكوتين. 
مبيعات ألبيتسين تعادل ربع مبيعات المجموعة التي تصل إلى ٢٤٣ مليون يورو. إرتفعت مبيعات الشامبو هذه بمقدار ٢٢٪ أو ٤٤٪ خارج ألمانيا. وفي تايوان إضطرت الشركة على تزويد السوق بسرعة بطائرات محملة بالشامبو.
ومع أن رياضة الدراجات أصبحت من أنظف الرياضات في الوقت الحالي إلّا إنها لا تخلوا من خطر فضيحة مجددة بسبب تعاطي أقلّاء للمنشطات. ولكن حتى إذا حدث هذا فلا يبدوا ان التأثير سيكون كبيراً كما ترينا خبرة فريق فستينا الذي طُرد من الطواف عام ١٩٩٨ بسبب المنشطات وتحدث الإعلام كثيراً عن الخبر. يقول مدير ألمانيا لشركة ساعات فستينا في ذلك الوقت أن المبيعات تضاعفت في ذلك الوقت وأصبح الجميع يعرف ماركة الساعات هذه. 
وكتبت في تدوينة سابقة عن شركة بورا لمعدات المطابخ التي تشاركت مع آرچون برعاية فريق بإسميهما في بلجيكا في العام الماضي. بعد أن نُقل السباق طوال اليوم في التلفزيون البلجيكي، يقول مؤسس شركة بورا أنه تلقى رسالة شكرٍ من أحد مسئولي مبيعاته الخارجيين يقول له فيها أنه لم يعد أي بائع مطابخ في بلجيكا لا يعرف بورا. وتضاعفت مبيعات بورا منذ ذلك وستدوم على الإرتفاع تِلوٓ المشاركة في طواف فرنسا هذا العام. 

Sunday, June 21, 2015

طواف كولون في ١٤-٦-٢٠١٥ Rund Um Köln 2015 - Cologne Velodom

Scroll down for the English version
فوجئت في آخر شهر أبريل بالحصول على رسالة اليكترونية من شركة سكودا   للسيارات  تهنئني بفوزي في قرعة وإختياري لأكون عضواً في فريق سكودا لهواة الدراجات المشارك في سباق طواف كولون في ١٤-٦-٢٠١٥. كنت قد دخلت القرعة قبل ذلك بأشهرٍ ولم أعد أتذكر المسافة التي طلبت المشاركة فيها. وكان هناك إحتمالان وهما ٦٧ كم أو ١٢٥ كم. 
وبما انني كنت قد قررت ان التحدي القادم لي هو جري مسافة ١٠٠ كم فقد توقفت عن ركوب الدراجة توقفاً شبه كامل وركزت تماريني على الجري منذ أشهرٍ عديدة. لياقتي لا بأس بها ولكنه يُقال أن العضلات المستخدمة في ركوب الدراجة تختلف عنها في الجري. لم يبقى لي إلاّ أسابيع قليلة للتمرين على الدراجة ولكنني لم أريد أن أفعل ذلك على حساب استعدادات الجري. لذلك فكل ما فعلته من التمرينات الخارجية كانت ٣ طلعات إثنين منها لمسافة ٦٠-٦٥ كم والثالثة لمسافة ٨١ كم وذلك بالإضافة إلى بعض التمرينات القليلة والقصيرة على مدرب الدراجة الداخلي. فهل سيكون هذا التمرين كافٍ وهل ستساعدني لياقتي التي اكتسبتها من تمرينات الجري؟ 
ذهبت في مساء اليوم السابق للطواف إلى مركز سكودا للشخصيات الهامة وهو عند خط البداية والنهاية فحصلت على قميص الفريق الأخضر وأرقام السباق وتناولت عشاءً مع بعض أعضاء الفريق الآخرين. كما علمت انني مشارك في المسافة الأطول، أي ١٢٥ كم وأن متوسط السرعة الأدنى هو ٢٨ كم في الساعة وإلاّ فإن المتسابق سيخرج من التوقيت وبإمكانه إكمال السباق بلا توقيت رسمي. 
 ثم أتى يوم السباق والتقيت مع الفريق عند خط البداية. كنت أعلم أن بإمكاني إكمال المسافة بلا شك ولكنني لم أكن متأكد ان سرعتي كافية للبقاء في التوقيت الرسمي. كان هناك عاملان سيؤثران على معدل سرعتي، الأول هو عدد التلال وصعوبتها حيث انني لست أخف الناس وزناً وكل صعودٍ سيبطئني كثيراً ويتعبني. والعامل الثاني هو إن كان بإمكاني البقاء مع مجموعة ما والإحتماء بظلها حيث ان ذلك يوفر مجهودا يقارب ٣٠٪ ويرفع معدل السرعة. 
للأسف فلم يكن هذان العملان حليفين لي. كانت هناك عدة صعدات قاسية انفصل فيها عن مجموعتي لأركب بعد ذلك لوحدي لمدة إلى أن ألتحق بمجموعة أخرى لفترة ما ثم انفصل عنها من جديد عند التلّ القادم. بقى ذلك على التكرار إلى أن انفصلت تماماً بعد بذل الكثير من الجهد. لم يبقى لي إلا أن أكمل السباق لوحدي ومع انني لم أشعر بالتعب إجمالاً إلا انني أحسست بإرهاق عضلات فخذي الداخلية الى درجة الوشوك على التقلص كلما أتى إرتفاعاً فخففت السرعة كثيراً وخرجت عن التوقيت الرسمي. في النهاية قررت إختصار آخر كيلومترات والرجوع بأقصر طريقٍ إلى خط النهاية فكانت المسافة الكلية ١١٨ كم قطعتها فيما يقارب ٤ وثلاثة أرباع الساعة. 
تناولت بعض الطعام في مركز سكودا بعد الإنتهاء من السباق وحصلت على تدليك محترف للساقين كما تكلمت مع البعض الآخرين عن أدائهم ثم ذهبت إلى المنزل بالسيارة.
الخبرة كانت جميلة جداً وربما سأعيد الإشتراك في السباق في العام القادم، بعد تمرين أفضل وربما بوزنٍ أقل.
 شاهدوا أيضاً فيديو قصير سجلته وأنا على الدراجة ولو أن نوعيته سيئة حيث كانت الكاميرا غير ثابتة وتتجه إلى الأرض بدلاً من الأمام في أغلب الأحيان بسبب المطبّات.  

End of April, I was surprised by an email from Skoda cars congratulating me for winning a spot in the Skoda age grouper cycling team and participating at the Cologne Velodom race on the 14th of June. I had entered a lottery a couple of months earlier and had forgotten about it. I did not remember which of the 2 distances I had signed up for. There were 2 options; 67km or 125km.
Since I had decided that my next challenge would be to join a 100k run, I had almost completely stopped my bike and swim training for months to focus on running. I knew I was fit, but it is said that the muscles used in cycling are different to those used in running. I only had a few weeks left to do some cycling training, but at the same time, I didn’t want to compromise my running training. Therefore, all I did were 3 outdoor rides of which 2 were in the range of 60-65 km and one 81 km ride. I also did some sporadic short indoor sessions. Was this going to be sufficient? Was my running fitness going to transfer to cycling?
In the evening prior to race day, I went to the Skoda VIP tent, located at the start and finish line, to receive my Jersey and race number and had dinner with a few other team mates. I found out I had signed up for the longer distance; 125 km, and that the minimum average speed was 28 km/hr or else, though allowed to finish the race, one would not show up as a finisher in the official result list.
Race day came and I lined up at the starting line with my team mates. I knew I could make the distance, but I was not sure if I’d be fast enough for an official finish. There were 2 factors that would play a role. First, the number and hills and their steepness, especially since I’m not the lightest person. Second, whether I’d be able to stick with a group to take advantage of drafting saving up to 30% of my energy with the respective speed impact.
Unfortunately, both factors were not in my favor. There were several steep sections in which I kept being separated from the group only to ride on my own for a while until I caught some other group on the flat or downhill sections. This pattern kept repeating causing me to waste a lot of effort. Finally, there was no group to catch anymore and I had to get used to the idea of finishing the race on my own. Generally, I didn’t feel tired, however, my inner thigh muscles did feel like they could cramp every time I was riding up a hill. So, I reduced my speed and was sure to be out of the official time. On the last kilometers I decided to call it a day and took a short cut to the finish line. My total distance was 118 km completed in 4 and 3 quarters of an hour.
Back at the Skoda VIP tent, I had some snacks, talked to some team mates about their experiences and had a nice professional leg massage.
It was a nice experience to make and I’m considering joining next year’s race, then with appropriate training and hopefully less weight.
See also the short video I recorded while riding, although it is of poor quality. The camera kept getting loose and pointing downward due to the road bumps.











Monday, May 25, 2015

من هو جراهام ويب؟

الكتاب الذي أقرأه حالياً هو كتاب "على الدراجة الهوائية" لكاتبه صحافي الرياضة البريطاني ند بولتينج. 
"On The Road Bike by Ned Boulting"
لم أكمل الإستماع إليه بعد ولذلك فلن أتكلم عنه كثيراً الآن. لكنني انجذبت إلى قصة أحد مشاهير الدراجة السابقين في بريطانيا لسبب سأخبركم عنه في التالي. 
الدراج هو جراهام ويب الذي ولد قرب بيرمينجهام عام ١٩٤٤ وكان الطفل الخامس لعائلة فقيرة بلا أب. كان والده قد قُتِل في عام ١٩٤٢ في إحدى معارك الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا (لعباقرة الحساب المتعجبين بينكم أقول ان هناك تفسير، ولمن لم يلاحظ غير مهم). 
كان جراهام مريضاً جداً وكاد ان يموت وهو رضيع. في الثامنة من العمر اشترى دراجة قديمة بمبلغ بسيط وأحب ركوب الدراجة منذ ذلك اليوم فتفوق على كل رفقائه بالسرعة وقدرة التحمل. اتفق مع رفقائه أحد الأيام ان يتقابلوا يوم الاحد فيركبوا الدراجة الي مدينة جلوستر ويعودون في نفس اليوم وهي مسافة ١٠٠ ميل (١٦٠ كم) ولكنه كان الوحيد الذي حضر صباح ذلك اليوم فقرر الركوب لوحده.  وصل مدينة جلوستر وأدار إتجاهه فرجع ولكنه أُرهِق قرابة ٢٠ كم قبل الوصول إلى البيت. فجلس على حافة الطريق ٤ ساعات قبل أن يعتلي دراجته مرة أخرى ليكمل طريقه إلى البيت.
عندما سُئل عما أكله خلال الرحلة أجاب بأنه لم يفكر بأخذ أي مأكولات او مشروب معه في الرحلة وأنه حتى في منزل العائلة لم يكن الأكل موضوعاً يفكر به كثيراً إذ أنه كان غير موجود في الكثير من الأيام لفقرهم فتمرّ بعضها دون أي أكل على الإطلاق.  
 هذه هي النقطة التي جذبت أفكاري حيث أنني كنت لتوّي قد كتبت عن التمرين على مستوى كربوهيدرات منخفض (train low, race high). هل كان جراهام ويب يتمرن جائعاً مضطرّاً دون أن يعلم أنه يتبع قاعدة التمرين هذه بل أنه يتطرّف بإتباعها الى مستوى كبير؟ هل هذا أحد أسباب تفوقه الرياضي؟
نجح جراهام على إكمال المسافة دون توقف في محاولته الثالثة.
مع حب جراهام لركوب الدراجة إلا انه لم يكن في الحقيقة يعلم أي شيء عن سباق الدراجات أو أن هناك شيء اسمه سباق دراجات. وعندما أصبح في السابعة عشر من العمر دخل بالصدفة في سباق ضد الوقت مسافته ٢٥ ميلاً بدراجته القديمة وملابسه العادية. ولم يكن يعلم آن الإنطلاق بشكل فردي بفارق دقيقة بين دراج والتالي. وتأخر قليلاً على موعد إنطلاقه ثم ظن أنه لن يفز أبداً إلا إذا لحق بكل من انطلق من قبله. عندما لحق بأول دراج أمامه حاول أن يبقى أمامه ليتساعدان ولكن الدراج الآخر أصرخ عليه ان يبتعد عنه ولم يفهم جراهام سبب قلة الأدب هذه. عندما وصل إلى خط النهاية قرر أن يكمل الركوب لتكون الرحلة أطول و جميلة. مرّ أسبوع قبل أن يعود جراهام إلى نادي الدراجات ليكتشف متفاجئاً أنه كان قد فاز في ذلك اليوم ولم يجده أحد في إحتفال الفوز وتسليم الجوائز.  
وكانت حكاية جراهام ويب الرياضية قصيرة إذ لم يحالفه الحظ بعد الحصول على بطولة العالم كهاوٍ عام ١٩٦٧ ثم احترافه فأصبح في النهاية صاحب مقهى في بلجيكا غير مشهورٍ إلى أن أُدخِل إسمه إلى قاعة الشهرة في مجال رياضة الدراجات البريطانية عام ٢٠٠٩.  

Saturday, May 23, 2015

التغذية خلال التمرين

توقفت عن الكتابة أطول مما أهواه بسبب كثرة العمل وفضلت ان استثمر الوقت القليل الباقي لي في ممارسة الرياضة بدلاً من الكتابة عنها فقط. وها أنا الآن جالس في الطائرة على وشك الإقلاع من فرانكفورت إلى القاهرة في رحلة عملٍ ستستغرق ٤ أيام. لدي عدة تقارير يجب أن أقرأها وتحضيرات لإجتماعات يجب أن أكملها. لكنني حبذت أن أكتب بضعة أسطرٍ عن آخر موضوع شغل بالي بما يخص تمريناتي الرياضية. 
الموضوع هو موضوع التغذية خلال التمرين واختلافها عن التغذية خلال السباق. 
كما تعلمون فإنني أحاول التمرن لجري مسافة ١٠٠ كم. لإكمال مسافة كهذه جرياً يجب علي أن أتمرن جسدياً بالطبع، فأفعل ذلك عن طريق زيادة ساعات الجري التي أكملها كل اسبوع، وزيادة طول المسافة التي بإمكاني أن أجريها في يوم واحد. والتغذية خلال التمرين لمسافات طويلة ولساعات تتراوح بين الساعتين والخمسة عامل مهم جداً. 
لإختصار الحديث والوصول الى خلاصته فإن القول المتفق عليه حالياً بين خبراء التغذية الرياضية هو: تمرن على مستوى منخفض وتسابق على مستوى مرتفع (Train low, race high). الكلام هنا عن مستوى الكربوهيدرات في الجسد. 
يحرق الإنسان ما يقارب ٦٠٠ سعرة حرارية في الساعة عند الجري. وهناك عوامل كثيرة تؤثر على هذا الرقم مثل وزن الرياضي وكثافة التمرين أي سرعته. ولكن لنبقى على هذا المعدل لإبقاء الأمر بسيطاً. كمية الكربوهيدرات المخزنة في الجسم والعضلات على شكل الجلايكوجين تكفي لمدة ساعة ونصف من التمرين تقريباً. ولتعويض هذه الطاقة المحروقة يجب على الرياضي أن يتناول كمية ١٥٠ جم من الكربوهيدرات كل ساعة (١ جم من الكربوهيدرات يعادل ٤ سعرات حرارية). تناول هذه الكمية ليس بسهلٍ أبداً بل إنها تسبب مغصاً في المعدة ان لم يتمرن الرياضي على ذلك. وحتى مع التمرين فإن الرياضي سيرفع من قدرته إلى حد استهلاك ما بين ال ٥٠ وال ٧٥ جم فقط (أو٢٠٠ إلى ٣٠٠ سعرة حرارية). لكن الجسم يحرق في نفس الوقت كمية ما من الدهون التي يمكن اعتبار كميتها المخزنة في الجسم غير محدودة عملياً. لنتفترض على سبيل المثال أن هناك رياضي رشيق الجسد وزنه ٦٠ كجم وليس لديه إلا ١٠٪ من وزنه مخزنة على شكل دهون، أي ٦ كجم من الدهون. هذه الكمية تعادل ٥٤٠٠٠ سعرة حرارية (١ جم من الدهون يعادل ٩ سعرات حرارية) وتكفي لمدة ٩٠ ساعة من الجري المتواصل إن كان بإمكان الجسم استغلالها. (ولمن يهمه الأمر فإن حساباتي تقول لي أن بإمكاني أنا شخصياً الجري أكثر من ٣٠٠ ساعة بطاقتي المخزنة.) 
إذاً فإن ما يجب تعويد الجسم عليه هو رفع معدل الطاقة المستغلة من الدهون وتوفير الجلايكوجين لكي لا ينفذ إلا بعد ساعات كثيرة. فعندما ينفذ الجلايكوجين يتوقف الجسم عن العمل ويصطدم العدّاء بحائط كما يقول عدّاؤا المسافات الطويلة.
في تمريناتي الطويلة قمت بخفض كمية ما اتناوله من الكربوهيدرات. فإذا خرجت لأجري ساعتين لا آكل أي شيء. وأمد المسافة في بعض الأحيان إلى ٣ ساعات دون أكل. أما إذا نويت أن أتمرن لمدة أطول فإني أحرص على حمل كمية قليلة ولكن كافية من الغذاء (وليس هناك أحسن من التمر لهذا). كما أحرص عندئذٍ على الأكل منذ الساعة الأولى.
أتممت مؤخراً أطول تمرين جري عملته في حياتي إلى هذا الوقت فجريت مسافة ٥٥ كم صعدت فيهما ١٠٠٠ متر فكنت أجري وأمشي بل وأتسلق أحياناً. واستغرقت المسافة ٧ ساعات ونصف. وعندما حمّلت التمرين إلى صفحة جارمين كما أفعل دائماً رآه أحد أصدقائي الهنغاريين فكان لديه سؤال واحد فقط: كيف تغذيت خلال هذه المسافة؟
هذا ماتناولته من طعام:
- موزة - ١٠٠ سعرة
- تفاحة - ٧٥ سعرة
- ٢ كنوبرس (شاهدوا الصورة) - ٢ x ١٣٧ سعرة
- لتر من الماء المخلوط مع عصير تفاح وبرتقال - ٢٣٠ سعرة
- عبوتين من عصير الشمندر المركز - ٢ x ٩٥ سعرة
هذا كل ما كنت أحمله ولكنني اضطريت إلى التوقف عند مطعم صغير بعد قرابة ٦ ساعات  فشربت كاسة كولا بها ما يقارب ١١٤ سعرة فأصبح المجموع الكلي ٩٨٣ سعرة حرارية أو ما يقارب ١٣٠ في الساعة. وهذه كمية قليلة نسبية ولو اني كنت انوي على استهلاك الأقل في ذلك اليوم.
جري هذه المسافة أعطاني شعور ثقة بتطور قدراتي التحملية وشجعني على التسجيل في سباق طويل عن قريبٍ ان شاء الله.    



Sunday, March 22, 2015

التطورات ستؤدي إلى دوري ترياثلون عربي

كمهتم بأخبار رياضة الترياثلون في المنطقة العربية ومراقبٌ لها من على بعد موقع معيشتي في ألمانيا أسِرُّ بالآخبار الإيجابية  فهي ولو كانت قليلة إلا إنها تفتح ثقوباً تسمح لبعض الضوء أن يتخلل من جدار ظلمة الأخبار السياسية التي تقتلني من الداخل على بطء. 

فيشهد الترياثلون في المنطقة العربية تقدماً ملحوظاً منذ سنوات ولذلك أدلّة عديدة منها ازدياد عدد الدول العربية التي لديها إتحاد أو لجنة ترياثلون، وجود إتحاد عربي يقوده أحمد ناصر من مصر وهو في ذات الوقت يقود إتحاد الترياثلون الأفريقي، إقامة أول بطولة عربية مفتوحة في شرم الشيخ قبل سنتين تحت رعاية إتحاد الترياثلون الدولي، ووجود بطل عربي أردني وهو لورنس فانوس ينافس أبطال العالم في البطولات العالمية.

ويبدو أن منطقة الخليج بالخصوص تخطوا بسرعة لتصبح مركزاً لرياضة الترياثلون العربية والعالمية. فبعد أن كان هناك سباق ترياثلون أبو ظبي العالمي الذي استقطب الكثير من أبطال العالم للمشاركة، تحول هذا السباق في عام ٢٠١٥ إلى سباق رسمي لإتحاد الترياثلون العالمي يُفتتَحُ به موسم العام لسلسلة الترياثلون العالمية. فشارك به في بداية شهر مارس ٢٠١٥ فوق الستين من أبطال العالم بينهم تسعة من العشرة الأوائل عالمياً. وحظى لورنس فانوس على المركز الخامس والثلاثين الذي يعتبر ممتازاً ويشكِّل تقدماً جديداً له. 

ثم أُقيم في البحرين في العام الماضي سباق تحدي البحرين الذي جذب الكثير من أبطال العالم من جديد خاصة وأن جائزة الفوز النقدية اعتُبِرت من أعلى الجوائز في هذه الرياضة. وكانت المشاركة العربية على ازدياد ملحوظ. وأُعلن بعد ذلك عن إقامة ٣ سباقات في ٢٠١٥ وهي تحدي دبي وتحدي عُمان وتحدي البحرين وعُرِض لمن يفوز بكل التحديات الثلاثة جائزة إضافية مقدارها مليون دولار.

من الأخبار الأخيرة التي بدأنا سمعها هي تكوين فرق ترياثلون إحترافية تُنافِس في البطولات تحت شعارٍ واحد. أول هذه الفرق فريق ألاميدا المصري المركز والذي ضم في البداية بطلتين عالميتين من ايرلندا وانجلترا بجانب البطل المصري عمر نور والاردني لورنس فانوس. ثم انضم إليه مؤخراً البطل المغربي محمد لهنه المعاق جسدياً ليكون إلهاماً لشريحة كاملة من شرائح مجتمعنا التي تكاد ان تكون منسيّة. 

ومنذة عدة أسابيع بدأت على الظهور بعض الأخبار التي تُنبئ عن تكوين فريق التحمل البحريني للترياثلون. أول من تكلم عن تكوين هذا الفريق هو كريس ماك كورماك (الملقب ماكا) حيث قال ان هذا الفريق تحت رعاية الشيخ ناصر بن حمد سيضم الكثير من الأبطال العالميين مثل خافيير جوميز المُصنف أولاً في القائمة العالمية وميشائيل ريلارت الألماني. ولكن منذ تسرب هذه الأخبار ونحن مازلنا على انتظار إعلان رسمي. 

آخر الأخبار أتى من وكالة الأنباء الكويتية التى ذكرت أن هناك مساعٍ لتشكيل اتحاد غرب آسيا للترياثلون يهدف إلى تطوير هذه الرياضة في غرب آسيا ورفع عدد اللاعبين من الفئات العمرية وتنظيم سباقات قارية ودولية. وشارك في اجتماع لمناقشة هذا الموضوع مع إتحاد الترياثلون الدولي ممثلون عن ستة دول تضم الإمارات والبحرين وعُمان والاردن ولبنان والكويت. ونأمل أن تكلل هذه المساعي بالنجاح. 

كل هذه الأخبار جيدة وساهمت بإنشهار الترياثلون بين العرب ورفع عدد من يمارسون هذه الرياضة. فما هي الخطوة القادمة التي ستؤدي الي تغيير انتقالي قوي؟

رؤيتي أن يتم تنظيم دوري ترياثلون على غرار دوري الترياثلون الألماني على سبيل المثال. فربما يكون هناك دوري في منطقة غرب آسيا وآخر في شمال أفريقيا. الدوري الألماني الأول يضم ١٦ فريقاً للرجال و ١٤ للنساء يشاركون بما بين ٤ إلى ٦ سباقات بين شهري مايو وسبتمبر. السباقات مسافتها أولمبية أو أقصر. فرق الرجال تضم خمسة لاعبين وفرق النساء أربعة لاعبات. لتحديد مركز كل فريق في السباق يتم جمع المراكز الفردية لأعضاء الفريق دون أن يُحسَب مركز آخر عضو. الفريق الذي لديه أقل مجموع هو الفريق الفائز بالسباق. ولتحديد مركز الفريق في الدوري بأكمله يتم جمع مراكزه في كل سباقات الدوري فيفوز في الدوري الفريق ذو أقل مجموع. وفي آخر الموسم يُستبدَل آخر فريقين من الدوري الأول بأول إثنين من الدوري الثاني.

دوري كهذا في المنطقة العربية سيؤدي إلى تغيير نوعي بشكل سريع. وأرى أن الشركات المختلفة ستتنافس على رعاية فريق من الفرق ودعمه بقوة ليس بغرض الدعم فقط بل كوسيلة بديلة للتسويق. 


التطورات التي حصلت في السنتين الماضيتين منذ أن بدأت مدونتي تجعلني أتفاءل بأن وقت دوري الترياثلون العربي قد قرب وسأبقى مراقباً للوضع ودافعاً له حسب قدراتي. 




Sunday, February 15, 2015

"الميل الإضافي" - بام ريد The Extra Mile - Pam Reed

كتبت في شهر أكتوبر عن كتاب عداء المسافات الطويلة دين كرنازس وذكرت أنه خسر لإمرأة في سباق باد ووتر الذي يعد من أقسى سباقات العدو للمسافات الطويلة ليس لمجرد طول السباق فقط، وهو ١٣٥ ميل، بل بسبب درجة الحرارة المرتفعة جداً حيث يقام السباق في منتصف الصيف بشهر يوليو في وادى الموت في أريزونا.

ولكن من هي الإمرأة التي فازت عليه؟

كتاب هذا الشهر الذي أوشكت على إنهائه هو كتاب "The Extra Mile" أو "الميل الإضافي" لكاتبته بام ريد (Pam Reed) وما هي إلا تلك العداءة التي فازت على دين كرنازس.

تتكلم بام بكل صراحة عن مرض الأنوريكسيا الذي تعاني منه منذ أن كانت فتاة شابة. الأنوريكسيا أو مرض فقدان الشهية هو مرض نفسي يصيب الإناث بعدد اكبر بكثير عن الرجال، وكثيراً ما يبدأ في سن المراهقة حيث يحدث تقليل حاد لكمية الغذاء المأكولة مما يسبب نقصاً هائلاً في الوزن إلى درجة تؤدي في مراحل متأخرة إلى توقف بعض أعضاء الجسد عن إكمال مهامِّها. ومع أن المصابة قد يصبح شكلها كشكل من نرى صورهم في المجاعات، إلا أن المريضة تنظر إلى نفسها في المرآة لترى الدهن هنا وهناك وتظن أنها زائدة الوزن. 

باتت بام تعاني من هذا المرض لأكثر من ١٥ عاماً ولم تشفى منه بعد. ولكنها تتحدث عن كيف أن أطباء النفس والمصحّات التي دخلتها لم توصلها إلى نتيجة إيجابية بل وإن ما ساعدها هو الجري. فعندما كانت تحضِّر نفسها لسباق باد ووتر لأول مرة تكلم معها مدربها عن أهمية الغذاء خلال السباق ولم يكن له علم بمرضها فكانت له مصداقية عندها غير مصداقية الدكاترة. كما تقول بام أنها في مراحل الحمل التي مرّت بها، وهي أم لثلاثة أطفال، فإن وزنها كان يزيد بشكل طبيعي ولما يقارب العشرين كيلوجرام ولكنها كانت تفقدهم بسرعة بعد الولادة. 

عندما فازت بام عام ٢٠٠٢ لأول مرة في باد ووتر، فلم تكن الإمرأة الأولى فقط بل الأولى بالإجمال، ارتفعت بعض الأصوات التي كانت تشكك بقدراتها وغير ذلك. وكان هناك من شكك جنسها مطالباً بفحص للكروموسومات مع إنها كانت قد أنجبت ٣ أطفال. ولذلك فإنها عادت في العام التالي لتفوز مرة أخرى على النساء والرجال كلهم ومن ضمنهم دين كرنازس. وفي كل مشاركاتها بهذا السباق فإنها لم تنهيه في مركز أسوأ من الخامس في أي مرة. 

شاركات بام في سباقات كثيرة غير باد ووتر وسجلت أرقاماً قياسية في بعضهم. فلها أرقاماً قياسية أمريكية في سباق ال ٢٤ ساعة وسباق ال ٤٨ ساعة، كما أكملت سباق ٣٠٠ ميل دون نوم وغير ذلك. 

كما كنت قد ذكرت سابقاً فإنني أستمع لهذه الكتب التي أخبركم عنها بدلاً من القراءة فبذلك استطيع استغلال وقت الجري بشكلٍ أفضل. كتاب الميل الإضافي طوله يقارب ٧ ساعات فاستمعت إليه بالأمس واليوم حيث جريت ٣ ساعات ليومين متتابعين. وسأنهي 
الكتاب في طلعة القادمة ان شاء الله.



Sunday, January 25, 2015

القوة الذهنية

كثيراً ما أسمع من الرياضيين الكبار أن القوة الذهنية مهمة جداً. فيقول بعضهم بعد سباقٍ طويلٍ على سبيل المثال أنهم في الجزء الأخير ما كانوا إلاّ مدفوعين بالقوة الذهنية. أو تسمع مقابلة مع لاعب تنس خسر لعبته مقابل لاعبٍ أقل موهبة فيقول أن سبب خسارته هو أنه لم يكن قوياً ذهنياً خلال المنافسة.   

ومنذ أن بدأت إعداد نفسي لجري مسافة ١٠٠ كم وأنا أقرأ عن كيفية التدريب لهذه المسافة فأجد الكثيرين مِن مَن أكملوا مسافة كهذه يقولون أن الإعداد لها جسدياً لا يختلف عن الإعداد لجري مسافة ٥٠ كم بل أن الجزء الثاني من السباق يحتاج إلى قوة ذهنية فقط لا غير.

ولكن ما هي القوة الذهنية؟ القوة الذهنية لها أشكال عديدة ولا تظهر في السباق فقط بل في كل مراحل التحضير والتدريب. 

أحد أشكال القوة الذهنية هي قوة تحمل الألم. الفرق بين الرياضي المحترف والرياضي الهاوي هو ان المحترف تعلم على التغلب على الآلام والأوجاع التي يوحي له جسده بها. فهذه طريقة الجسد لإخبار العقل أنه قَرِب للوصول إلى حدِّه سائلاً العقل على التوقف لحمايته. لكن الرياضي الخبير يعلم أن الجسد يبدأ في إخبار العقل في وقت مبكرٍ مما يعني أنه مازالت للجسد في ذلك الحين كمية كبيرة من الطاقة والقدرات، فتُمَكِّنه خبرته من إستغلال هذه القدرات إلى نسبة أعلى من الرياضي غير الخبير. 

وهذه هي نظرية وجود "حاكم مركزي" في الدماغ يتحكم بالإرهاق الجسدي ليمنعه من إحداث أي ضرر جسدي ومن ضمن ذلك ضرر لعضلة القلب. فيبدأ الحاكم المركزي في وقت مبكر بالحدّ من توظيف الألياف العضلية المطلوبة للإستمرار. كما تقول النظريات ان الذهن يواصل في عمليات حسابية آخذة بيد الإعتبار مقدار الجهد المبذول وكميات السعرات الحرارية المتواجدة للإستخدام، ومُقارِنة له بخبراتٍ ماضية لتصل إلى نتيجة تقول للجسد أنه سيرهق في وقت معينٍ ما. ثم يتحكم الذهن بالجسد ويبدأ بوضع حدودٍ للجهد المبذول ليُبطئ بذلك العداء أو يحد من سرعة الدراج.

و تدعم هذه النظرية تجارب أجريت مثل إعطاء الرياضي غذاء يحتوي على الكربوهيدرات كالسكّر في مراحل متأخرة من التمرين أو السباق دون غذاء، ليتمضمضه فقط دون أن يبلعه. فينتشط الرياضي وترتفع قدرته على بذل الجهد مع أنه لم يحصل على أي سعرة حرارية واحدة. ويُفسّر ذلك بأن العقل قد انخدع وظن أن الجسد يحصل على سعرات حرارية تُمَكِّنه من الإستمرار ببذل الجهد فيخفف العقل مدى الحدود التى وضعها على كمية الجهد التي يمكن للجسد بذلها.   

وهكذا فإن التمرين المتواصل يمكن الرياضي من رفع حدود ما بإمكانه تحمله من الآلام وتعريف الذهن على قدرات الجسم الحقيقية. بعض رياضيي الترياثلون يدفعون أنفسهم خلال تمرين السباحة إلى درجة يضطرون فيها على التقيء ثم يصفون حصة التدريب تلك بأنها كانت جيدة. ولا يخلو أي كتاب قرأته عن عدائي المسافات الخارقة من قصص إكمال سباقٍ ما رغم كسر أصبع أو التواء كاحلٍ أو ركبة. هؤلاء تمكنوا من التغلب على رسالات العقل إلى الجسد سائلة له بالتوقف.   

ماهي طريقة رفع حدود التألم والتوجّع؟ الطريقة هي تقليل الحساسية للأوجاع بشكل منظم خطوة بعد الأخرى. من لايستحمل الإستحمام أو الدُشً البارد، يستطيع أن يبدأ بمدة ثانية واحدة ثم ثانيتين وثلاث ثوانٍ إلى أن ترتفع قدرته إلى دُش كامل تحت الماء البارد. وعندما تجري لمدة ٥ دقائق في تمرين مرحلي (interval training) إلى درجة الإرهاق ثم تعيد ذلك بعد فترة راحة مرة تلو الأخرى ستجد نفسك قادراً على زيادة عدد مرات الإعادة كل اسبوع او رفع سرعتك التي توصلك إلى الشعور بنفس درجة الإرهاق. ومن الأفضل ان تتبع هذه الخطوات خطة موضوعة وان لا تكون عشوائية.  

وبهذا فماذا ستفعل اليوم لدفع عتبة توجعك إلى الأعلى؟


شاركونا بأحلى القصص لديكم عن مواقف موجعة حصلت لكم وكيف استطعتم أو لم تستطيعون تحملها.