Tuesday, November 21, 2023

قناع التنفس


 الجسم له قدرة كبيرة على التأقلم مع التحديات التي يواجهها. ولكنه يحتاج لبعض الوقت. وإذا كبرت التحديات فجأة فإنه يتعرض للإصابة أو المرض (إن لم يكن الموت في بعض الأحيان). أما إذا أتت التحديات على خطواتٍ مُجهِدة، ولكن بالإمكان تحملها، فهذا ما يجعل عملية التأقلم تبدأ. التمرين الرياضي يُبنى على هذا المبدأ بين مبادئٍ أُخرى فتأتي الراحة بعد بذل جهدٍ معين لِتُعيدَ بناء الجسم ليكون حسب طبيعة التمرين إمّا أقوى أو أسرع أو أكثر تحملاً مما كان عليه من قبل، تِبع مبدأ ال overcompensation . وإذا تعود الجسم على تحدٍ لم يعد يوجد أي داعٍ للتأقلم.

 لذلك فإنني بين حين وآخر أسعى إلى تحدي جسمي بشيءٍ لم يمر به من قبل أو لم يراه كثيراً. وغالباً ما يكون هذا من خلال المشاركة في سباقٍ معين. 

الحدث القادم سيكون سباق جري في الصحراء بعد قرابة ٤ أسابيع مدته يومين، ٦٠ كم في اليوم الأول و ٥٠ كم في اليوم الثاني (إن لم يُلغى كما حدث مع عدة سباقات هنا في مصر في الآونة الأخيرة). أعرف (نظرياً) طريقة التحضير ولكن ما هو الجديد الذي قد يدفع جسمي لتأقلمٍ أكبر ويجهّزه لأحسنِ أداءٍ ممكن؟

عند الحديث عن طرق التمرين مع أحدى المهتمات، تذكرت قناع التنفس الذي كنت قد استعملته قليلاً قبل سنين. فكرة القناع انه يُصعب دخول الهواء فيقوي عضلات التنفس. كما ان معدل الأكسجين يكون قليلاً داخل القناع مما يدفع الجسم الى التأقلم عن طريق رفع عدد كريات الدم الحمراء في الجسم التي تحمل الأكسجين إلى الخلايا التي تستهلكه، وبهذا فإن التأثير مماثل للتمرين في المرتفعات. لا توجد دراسات تثبت هذه الفوائد ولذلك فقد اختلف العلماء في فائدة القناع. ولكني شخصياً مقتنع بفعاليته. ولذلك فسأرتديه في التمرينات المناسِبة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة ولنرى ما يحدث.