Wednesday, April 20, 2016

فوكس كاتشر - Foxcatcher

شاهدت قبل أيامٍ فيلم فوكس كاتشرالذي يروي قصة بطل المصارعة الرومانية الأمريكي مارك شولتز الذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد لوس آنجيليس عام ١٩٨٤. وكان أخوه الكبير ديڤ قد فاز بالميدالية الذهبية في نفس الرياضة قبله. 
في عام ١٩٨٧ دعاه الملياردير جون دي پونت إلى مزرعته وعرض عليه ان يسكن هناك في منزل خاص به ويتفرغ كلياً للتمرين في قاعة بنيت خصيصاً للمصارعة الرومانية. ولإقناعه عرض عليه ان يطلب أي مبلغ يريده فطلب مارك ٢٥ ألف دولار في السنة لان ذلك أكبر مبلغ استطاع ان يتخيله. 
وكان لجون دي پونت دافعين لما فعله الاول هو حبه لرياضة المصارعة وكونه مدرب هاوي. والثاني هو حبه لوطنه وارادته ان يجعله عظيماً في زمن كان التنافس فيه مع الاتحاد السوفييتي على حدته. 
وافق مارك وبدأ التدريب في مزرعة فوكس كاتشر كما أحضر معظم أعضاء الفريق الأمريكي معه وفاز بعد ذلك بشهرين في بطولة العالم ثم واصل التمرين لأولمبياد ١٩٨٨. 
جون حاول إقناع الأخ الأكبر ديڤ شولتز بالتمرن في المزرعة أيضاً ولكن ديڤ لم يريد ان تنتقل زوجته وأولاده إلى مكان عيش جديد. 
ظننت في البداية أن ما حدث لمارك هو حلم كل رياضي بارز في رياضة لا تحظى في العادة على الإهتمام من الآخرين وخاصة من أولئك ذي القدرة المالية على دعم الرياضي لأقصى حدٍّ يمكن تخيّله. ولكن مع مرور الوقت بدأ جون يُأثِّر سلبياً على مارك الذي بدأ يتعاطى الكوكائين وبدأت العلاقة بالتغير فدفع دي پونت مبلغاً كبيراً ليُقنِع الأخ ديڤ بالحضور الى المزرعة لتمرين الفريق بدلاً من مارك الذي بقي هناك أيضاً. 
لكن تعاطي المخدرات وشرب الخمر والتخلف عن التمرين كادوا ان يكلفوا مارك عدم الفوز في منافسات التأهل للاولمبياد. كما بدأ دافع آخر بالظهور عند جون وهو أن يبدوا وكأنه هو العامل الاول والأساسي في نجاح مارك وفريق المصارعة الأمريكي وذلك بسبب عقدة نفسية جعلته يريد ان يثبت نفسه لوالدته بالخصوص. 
استمرت العلاقة بين جون والأخوين بالتدهور وخاصة مع مارك الذي رغم تأهله لم يفلح في الحصول على ميدالية في أولمبياد ١٩٨٨ ثم غادر مركز التدريب في المزرعة. 
وفي يوم من أيام الشتاء الكئيبة ذهب جون الى مسكن ديڤ في المزرعة وأطلق النار عليه ثلاث مرات فأرداه قتيلاً. وينتهي الفيلم بذِكر ان جون توفي بالسجن بعد سنوات عديدة وأن مارك توقف عن ممارسة المصارعة واصبح مدرباً عادياً. 
وبذلك فما بدا وكأنه أكبر حظ يمكن تخيله إنتهى بكونه أسوأ قدرٍ أصاب هذا الرياضي. ولعل تفادي هذا القدر لكان من السهل إن كانت شخصيته قوية قادرة على الثبات رغم إغراء المال وعلى رسم حدود واضحة للراعي مبنية على مبدأ الإحترام المتبادَل.
وهذه هي حكمة اليوم.
إلى اللقاء