فوائد الحمام البارد

 لا أحب أن اتحمم بالماء البارد رغم معرفتي بفوائد حمام كهذا. ولكن عندما تسنح لي الفرصة احاول ان ادخل بالكامل في مياه باردة. في شتاء مصر تنخفض درجة حرارة ماء مسبح بيتي إلى ١٦-١٧ درجة مئوية. ومع انها ليست منخفضة بالكافي للحصول على كل فوائد الحمامات الثلجية على طريقة ڤيم هوف (Wim Hoff) ولكن الانغماس فيها صعبٌ أولاً ويحتاج الى درجة من التعود، وثانياً فإن المكوث في هذه البرودة لعشرة دقائق كافٍ للتمتع ببعض من الفوائد. 

إحدى الفوائد المعروفة هي تعجيل الاستشفاء من التمرين لتكون جاهزاً لأداءٍ جيد في التمرين الذي سيتبع، وذلك عن طريق تخفيض الالتهابات في الألياف العضلية نتيجة التمرين. لكن قليلون من يعلموا أن هناك فائدة أخرى تزيد من القدرة على التحمل لمددٍ اطول وذلك عن طريق تكوين عددٍ أكبر من الميتوكوندريا في الخلايا. الميتوكوندريا هي بمثابة مفاعلات الطاقة في الخلايا ويكثر عددها مع التمرين الرياضي. لكن التعرض للبرودة بعد تمرين شاق يضاعف تكوين الميتوكوندريا فتزيد الفائدة وترتفع القدرة على التحمل الطويل. 

من لا يتواجد لديه حمام سباحة بارد للتجربة، يمكنه أن يبدأ ويستفاد من عمل دوش بارد لعدة دقائق كلما تحمم. 

 

الأسطورة محمد علي كلاي

 في ٢٥ من فبراير قبل ٦٠ عام فاز بطل الملاكمة والأسطورة محمد علي كلاي بلقب بطولة العالم للوزن الثقيل لأول مرة. أذكر مدى حب والدي له وكيف كان يوقظنا في منتصف الليل لنشاهد كلاي يدافع عن لقبه أو يستعيده مرة تلو الأخرى. ومع انه كان ملاكماً استثنائياً لا يوجد منه إلّا واحد كل مائة سنة إلّا أن شخصيته القوية وكونه إنسانٌ ذو مبادئ هما ما جعلا منه أسطورة وقدوة للملايين من الرياضيين، والناس عامةً. مبادئ محمد علي جعلته يرفض التجنيد الإجباري والذهاب إلى فيتنام ليقاتل ويقتل فيتناميين فقراء مستضعفين لم يؤذوه وذلك من أجل ولايات متحدة امريكية تضطهد السود وتستعبدهم. ومن أجل هذه المبادئ غامر بدخول السجن وخسر لقبه كبطل العالم ومُنِع من ممارسة الملاكمة فخسر مصدر دخله بالكامل. ومع كل هذا وفي آخر حياة هذا البطل القدوة لم يكن هناك شخص واحد لا يحترمه، لا في الولايات المتحدة ولا في العالم كله.عندما أفكر بالمجزرة التي يحتفل بها الكيان الصهيوني المجرم في غزة والإبادة الجماعية لشعبها تحت مساندة الدول الغربية اللاأخلاقية وغيرها من الأنظمة المحتلة من قبلهم أتساءل: أين هؤلاء الأبطال في عصرنا؟ وأين تلك الأساطير التي سيتكلم عنها أبناؤنا وأحفادنا في المستقبل؟ وأين رياضيونا؟ وأين نحن؟ رحم الله البطل محمد علي كلاي وأسكنه فسيح جناته.

الدكتورة روندا پاتريك والتمارين ذات الشدة العالية

 منذ سنين وأنا من معجبي الدكتورة روندا پاتريك و أتابع فيديواتها على اليوتيوب. لفت نظري في الآونة الأخيرة مدى اهتمامها بالتمارين ذات الشدة العالية ومدى تأثيرها على طول العمر المتوقع. تتكلم روندا عن تجربة أجريت مع مجموعة من الناس ما فوق الخمسين من العمر مارسوا تمرينات متقطعة عالية الشدة يوميا لمدة سنتين. وقورنت هذه المجموعة بمجموعة أخرى مارست تمرينات هوائية فقط، أي أقل شدة، لنفس المدة. وبالأخص فإن حالة عضلة القلب هي التي تركزت المراقبة عليها. النتيجة كانت أن عضلة قلوب أفراد المجموعة الأولى تحسنت مرونتها وليونتها لتوازي أناس في الثلاثين من العمر بينما لم يحصل هذا التغير في المجموعة المقارن بها. تنصح الدكتورة روندا بالإكثار من التمارين المتقطعة لمدة ٤ دقائق بشدة عالية متبوعة بِ ٤ دقائق راحة وتكرار ذلك لمرات عديدة حسب الوقت المتوفر للتمرين. 

كما تقول إن ارتفاع معدل حامض اللاكتيك في الدم خلال وبعد التمارين المرتفعة الشدة له تأثير على الدماغ أيضاً حيث يُأشِّر حامض اللاكتيك للجسم بالإكثار من إفراز هرمونات BDNF وهي تمثل هرمونات النمو لخلايا المخ فيكون لهذه التمرينات الشديدة تأثيراً إيجابياً على عمليات التفكير. 

اذاً باختصار، التمرينات العالية الشدة تطيل الحياة وترفع معدل الذكاء.

Trimm-Dich أو "حسّن لياقتك"

 من يتابع حسابي على صفحة جارمين يراني أُسمّي بعض الجريات بِجرية Trimm-Dich. ويراها جريات تبدوا بطيئة واتوقف فيها كثيراً. ماذا يعني هذا الاسم وماذا افعل في هذه الجريات؟ Trim-Dich هي حركة رياضية و صحية انتشرت في السبعينات من القرن الماضي في ألمانيا يمكن ترجمتها إلى "Get fit" أو "حسّن لياقتك". كان هدف الحركة تعريف المجتمع بفوائد اللياقة البدنية وتشجيعهم على ممارسة الرياضة. وترسخت أهم مظاهر الحركة في تأسيس مسارات تشمل محطات تمرينات مختلفة على طول الطريق. أحد هذه المسارات كان في غابة في مدينتنا الصغيرة في ألمانيا كنت اذهب اليه لأتمرن عندما كنت صغيراً. مازالت بعض هذه المسارات موجودة هنا أو هناك في المانيا واستخدمها عندما تسنح الفرصة. شاءت الصدفة عندما انتقلت الى مصر ان يكون هناك مسار مشابه خارج الباب الخلفي لبيتي. وهذا سر جرياتي قرب البيت التي تبدوا بطيئة وما هي إلّا جريات مملوءة بتمارين مختلفة للجسم كله.