Tuesday, January 2, 2018

النادي - The Gym

لدي في منزلي جهاز للجري وآخرٌ لركوب الدراجة، بالإضافة إلى بعض الأثقال والمعدات الأخرى. لذلك لا أذهب إلى نادي أو مركز تمرين فأنا لست بحاجة إلى ذلك. ولكن عندما أكون مسافراً فغالباً ما احتاج الذهاب إلى غرفة التمارين في الفندق. وعندما أزور أمي وأقيم في المنزل العائلي في كلاوستال (ألمانيا) أحب أن أخرج للجري في تلال وغابات الهارتس الجميلة. أفعل ذلك حتى إن كان الثلج يغطي الطرقات فلا أجد أجمل من سماع صوت الثلج ينضغط تحت الأقدام عند الجري في وسط طبيعة صامتة كليّاً

قضيت الأسبوع الماضي في المنزل العائلي كما أفعل في نهاية كل عام وجريت في الغابات كالعادة. ولكن الجو كان ممطراً أغلب الوقت ففضّلت أن أذهب إلى الجيم عدة مرّات حيث كان هناك عرض للتمرين لمدة أسبوع تجريبي دون تكلفة

اذا تواجدت الأجهزة فما أُفضِّل عمله هو التجديف الذي أشعر بأنه بديل لتمرين السباحة حيث يقوّي الجزء الأعلى من الجسم الذي كثيراً ما يهمله العداؤون والدرّاجون. كما أحب ركوب ما يسمى بجهاز الكروس ترينر أو إيليبتكل ترينر كبديل للجري دون الصدمات المؤثرة على الركبة. كما انتهز الفرصة للقيام ببعض تمارين الأثقال التي أهملها كثيراً مع أنها تزداد أهمية كلما كبر السن وتضاءلت العضلات. ولا بد أن أعطي تمارين الأثقال والقوة وقتها اللازم في برنامج تماريني من الآن صاعداً للحفاظ على العضلات إن لم يكن لتقويتها قليلاً.

ما أتفاداه هما جهازا الجري والدراجة لأنهما متوجدان لدي في البيت بأي وقت آخر وكذلك لإراحة ركبتيني من الجري. وأتفادى جهاز الدراجة أيضاً لأنّه دون مروحة يجعلني أعرق كثيراً.

الناس التي تقابلها في النادي مختلفة و مضحكة أحياناً. فهناك من يحمل أثقالاً كبيرة ويجعل نصف الصالة تسمع ذلك. وتكاد تشاركه في كتم النفَس عند الدفع. ثم يرتاح لعدة دقائق يراقب بها عضلاته في المرآة . وإذا حسبت الوقت الذي يستغله في بذل جهد تجده لا يتعدى ١٠ دقائق أو ١٥ دقيقة في الساعة ولا تجده يعرق أبداً.

وهناك من يحمل أثقالاً خفيفة جدّاً ويُخرج هاتفه النقّال بين كل تمرين وآخر ليقرأ أو يكتب شيئاً ما ربما على الفيسبوك أو غيره. ولا أعلم لماذا يذهب هذا الشخص إلى الجيم. وهو لا يعرق أيضاً.

ثم هناك تلك الفتاة التي تشابه الشخص المذكور إلا إنها بالإضافة تأخذ صورة لنفسها في المرآة، من زاويةٍ ملائمة بالطبع، وتحمّلها على الإنستغرام ثم تراها تتابع التعليقات ما بين ما يشابه التمرين والآخر في الربع ساعة القادمة و تبتسم، إلى أن ترفع بصرها إلى المرآة فجأة لِتمُسِك بك مراقباً لها. وأتجنب النظر إليها في العشرة دقائق التابعة لأُثبِت لها أنها لم تكن إلّا صدفة أنني كنت أنظر إليها. وهل ذكرت لكم أن هذه الفتاة لا تعرق أيضاً؟

ثم هناك ذلك الرجل في منتصف الخمسينات من العمر والذي يتمرن على أحد أجهزة الكارديو بسرعة ثابتة و يراقب دقات قلبه كل بضعة دقائق، يمحو عرقه بالمنشفة ليعود لفحص عدد دقات قلبه من جديد. ذلك الرجل هو أنا

كل هؤلاء يفعلون شيئاً مفيداً لصحتهم، أعطاهم الله العافية.
وكل عامٍ وانتم جميعاً بخير

No comments:

Post a Comment