Saturday, June 4, 2022

سباق ترياثلون سومة باي الأولمبي

تكلمت في تدوينتي السابقة عن تأثير كمية التمرين على الأداء وقلت أني رأيت تحسناً في أدائي عندما أقارن ما بين عامين متتاليين أدائي في تحدي الجلالة للدراجات وجرية قارون ٦٦ الصحراوية. وتساءلت عمّا إذا كنت سأرى تحسناً مشابهاً في سباقاتٍ قصيرة، وبالذات في سباق ترياثلون سومة باي للمسافة الأولمبية والذي نظمته شركة تراي فاكتوري في ٢٨ مايو ٢٠٢٢. لقد أكملت هذا السباق في الأسبوع الماضي وهاهو ما استنتجه

مضى السباق على ما يرام حيث لم تخذل تراي فاكتوري التوقعات في تنظيمٍ احترافي. وجودهم في مصر أمرٌ جيد. و لقد كان الجو جيداً بخلافٍ عن أبريل في العام الماضي حيث أُجبر المنظمون على تقصير مسافتي السباحة والدراجة بسبب الرياح الشديدة. أكملنا هذا العام المسافة الرسمية. ولكن بسبب اختلاف المسافات والجو يستحيل علي أن أقارن واستنتج بدقة.

مضى جزء السباحة على خير. لا أحاول أن أكون سريعاً في هذا الجزء بل إن هدفي فيه أن أوفر أكبر قدرٍ ممكن من الطاقة. سبحنا ضد التيار في أول ٥٠٠ متر ثم التفينا لنعود في الإتجاه المعاكس في ال ١٠٠٠ متر المتبقية حيث كان التيار معنا. اضطررت للتوقف لعدة ثوانٍ بسبب انسراب الماء إلى داخل نظاراتي. أكملت السباحة مرتاحاً وبوقت مقبول كما شاهدت على ساعتي عند الخروج من الماء. لاحقاً، وعندما كنت أحلل نتائجي، رأيت أنني سبحت ١٦٠٠ متر بدلاً من ١٥٠٠ متر. لا أدري كيف حدث هذا خاصة وأن أغلب المتسابقين الآخرين قد قطعوا مسافاتٍ تتراوح حول ال ١٤٠٠ متر.

لا اترك حذاء الدراجة مركّباً على دواسات الدراجة عادة، بل ارتديهم  وأجري بهم دافعاً دراجتي إلى خارج منطقة الإنتقال. ولكنني فعلت ذلك هذه المرة ربما لكي أبدو أكثر إحترافية. لم أوفر بذلك أي وقت بل ربما حدث العكس لأنني لست متعوداً على غلق الحذاء راكباً الدراجة. كلٌ من الأربعة لفّات على الدراجة كان متكوناً من نصفٍ ضد الريح ونصفٍ معه. كنت أُبطئ قليلاً قبل كلٍّ من المطبات الكثيرة التي جعلتني أتوقع ثقباً في العجل في أية لحظة، الأمر الذي لم يحصل لحسن الحظ. قبل السباق بأسبوع، كنت قد غيرت وضعي على الدراجة لأجعله انسيابياً أكثر مما يبدو أنه ساعد في تحسين نتيجتي حيث كان مركزي على الدراجة الرابع عشر على كل المتسابقين، وذلك أفضل من مركزي في السباحة والجري. ولكن الفضل لا يعود فقط إلى وضعي الإنسيابي بل إلى بعض التمرينات الداخلية العالية الشدة أيضاً مستعملاً برنامج زويفت.

الانتقال إلى الجري حصل بلا صعوبات. أخذت الوقت لأول مرة في سباقٍ على هذه المسافة لأُغيِّر ملابسي من بدلة الترياثلون إلى شورت وقميص للجري. لن يتعدى الوقت الذي استثمرته هنا دقيقة واحدة وأظن أنني استرجعت أغلبها بشعوري بالنظافة والإنتعاش عند الجري. رأيت ليونل ساندز يفعل ذلك في آخر سباق آيرونمان ويبرّر بنفس التبرير وكنت قد فعلت ذلك بنفسي في مسافة الآيرونمان سابقاً. عند مجيئي الى السباق، كان سؤال واحد يراودني طوال الوقت وهو إن كانت ركبتي ستسمح لي بإكمال السباق حيث واجهت مشكلة كبيرة معها قبل السباق بعشرة أيامٍ عندما اضطررت أن أتوقف عن الجري على جهاز الجري الثابت في الفندق الذي كنت فيه خلال رحلة عملٍ إلى دبي. ولم أجري بتاتاً خلال العشرة أيام. ولحسن الحظ فإنني لم أشعر بأي ألم كلياً. عدم التمرين كلياً هو أحياناً أفضل ما يمكن أن تفعله في ظروف كهذه.

النتيجة: حصلت على المركز الأول في فئتي العمرية الجديدة وكنت سأحصل على نفس المركز لو بقيت في فئتي السابقة أيضاً. كما كان المركز ال ٢٩ إجمالياً و ٢٥ على الرجال نتيجتان ممتازتان أيضاً.

ولكن، إذا عدت إلى السؤال الأولي وهو إن كنت قد تحسنت بالمقارنة مع العام الماضي في المسافات الأقصر أيضاً، فالإجابة هي أنني لا أستطيع قول ذلك بكل تأكيد. لم أكن أسوأ على كل حال، لم أتغير في السباحة، تحسّنت على الدراجة، والجري غير واضح. بالمقارنة مع المتسابقين الآخرين فإن الجري هو ما يعطي فرصة التحسّن. ولكن ذلك يستوجب تمرينات السرعة التي تشكّل مجازفة بإصابة ركبتي. ودون تمرينات السرعة لا يبقى إلّا تخفيض الوزن. أي أن الأمر شبه مستحيل.

وبالمناسبة، مبروك لكل من رنا و منّة المهندسات في فريقي لإكمالهم سباق السبرينت بعدي بيوم



No comments:

Post a Comment