Sunday, April 9, 2023

تغييرات في التمرين؟

 

بعد سنين عديدة من ممارسة الجري والترياثلون وقراءة الكتب المتعلقة بها والمجلات المتخصصة والكثير من المقالات، يراودني أحياناً السؤال عمّا كان مستواي سيكون لو كنت قد بدأت على عمرٍ مبكر وأتّبعت نظاماً مبنياً على مبادئ التمرين الصحيحة. فأنا أعرف هذه المبادئ، ولكن نظام تمريني يتبع إحساسي وقابل للتغيير في أية لحظة على حسب شعوري، حتى في منتصف التمرين ذاته. ولهذا النظام إيجابيات أيضاً حيث لا أجبر نفسي على عمل أي تمرين لا أشعر أن جسمي جاهز له وكذلك لا أدفع نفسي لإنهاء تمرين يؤذيني أو يعرضني للإصابة. أرتاح نفسياً لهذا النظام وقد ساعدني ذلك على الاستمرار لكل هذه السنين وعلى الإبقاء على شغفي بهذه الرياضة دون اصابات كبيرة.  

لن أعلم الإجابة على هذا السؤال، ولكن السؤال الذي يتبعه هو: ماذا إذا بدأت الآن باتّباع نظامٍ أكثر علميٍّ؟ ما مدى التحسن الممكن؟

إذا كنت جاداً في اهتمامي بمعرفة الإجابة فعلي أن أُدخل تغييرات على المحاور التالية:

١) الغذاء والوزن

٢) التمرين: كميته وشدته ونوعه

٣) المرونة

٤) الجاهزية النفسية والفكرية

ولنأخذهم نقطة تلو الأُخرى:

١) ربما يكون تخفيض الوزن بين كل العوامل الأخرى هو ما بإمكانه إحداث أكبر قفزة للأمام على الإطلاق وكل العوامل الأخرى مجتمعة لا توازيه، ولكنه للأسف أصعب أمر بالنسبة لي. لذلك فلن أتوقع الكثير هنا. 

٢) دون الدخول في تفاصيل التمرين في الرياضات الثلاثة التي يمكن أن أُعدِّل فيها الكثير هناك أمران لا بُدّ لي من التركيز عليهم، ألا وهم:

أولاً، المحافظة على كمية التمرين، بل ورفعها قليلاً إذا سمحت لي ظروف عملي وحياتي. تمكنت في السنتين الماضيتين من رفع كمية التمرين إلى ما فوق العشر ساعات في الأسبوع وأحسست بتأثير ذلك قليلاً وأتوقع ان يزداد التأثير مع الحفاظ على هذه الكمية لعام ثالث. وإذا استطعت زيادتها لأحد عشر ساعة فلا بد أن يعكس أدائي في السباقات ذلك. 

ثانياً، التركيز على تمارين القوة. يخسر الإنسان ما يقارب ١٪؜ من كتلته العضلية كل عامٍ بدأً من عمر الأربعين. فإذا وصل إلى عمر السبعين يكون قد خسر ٢٤٪؜. ثم يزداد معدل الخسارة إلى ١,٥-٢٪؜ إلى عمر الثمانين، أي ١٥-٢٠٪؜ أُخرى. ولكن لحسن الحظ فإن بإمكاننا خفض سرعة الخسارة أو إيقافها من خلال التركيز على تمارين القوة والعضلات. ولهذا فإني سأحاول الانتظام في تمارين القوة لمرة أو اثنين أسبوعياً ولو كان ذلك على حساب تمارين الدراجة أو الجري. 

٣) المرونة: لدي تمارين معينة هدفها الحفاظ على المرونة ونطاق الحركة، ولكنني لا أؤديها بانتظام وهذا هو ما عليّ أن أغيره، أي الانتظام. ولو كان الوقت يسمح لي لكنت قد بدأت بممارسة اليوغا. ربما سأفعل ذلك في المستقبل. 

٤) أما بالنسبة إلى الجاهزية النفسية والفكرية فهما من نقاط قوتي. أعرف تماماً قدراتي وما بإمكاني دفع نفسي إليه مهما كانت أوجاع جسدي. كما تعلمت متى عليَّ ان لا أواصل لكيلا أعرض صحتي للخطر على المدى القصير أو الطويل. وكذلك فإنني قادر على وضع خطة طويلة الأمد واتباعها ولا أهتم بالحواجز التي تواجهني على المدى القصير. والشيء الوحيد الذي يثير اهتمامي في هذا المجال، وإن كان لن يساعد أدائي شخصيّاً، هو الحصول على فرصة مساعدة أحدٍ ما كمدرّب على تحقيق هدف رياضي له، فالتدريب قد يكون مجال تركيزي بعد التقاعد من عملي الذي لا علاقة له بالرياضة إطلاقاً. 

هذا ما عليّ تطبيقه والتحدي الجديد الذي سيدفعني على الالتزام بما ذكرته أعلاه هو سباق عبور جبال الألب (Transalpine Run) السنة القادمة، في بداية سبتمبر عام ٢٠٢٤. (ألم أذكر ان تخطيطي طويل المدى؟) هذا السباق عبارة عن جري ٢٧٠-٢٨٠ كم بين عدة دولٍ أوروبية والصعود بمقدار ١٦٠٠٠ متر أو أكثر في ٧ أيام. وبهذا فإن السباق سيكون أصعب ما نويت عمله من السباقات إلى ذلك اليوم. ولدي شريك في السباق، ولكن هل مَن يبغى الانضمام؟ اكتبوا لي. 




No comments:

Post a Comment