Monday, February 24, 2014

رحلة عمان - اليوم الرابع الى الاخير / ١١-١٥ فبراير

حاولت أن أكتب وأنشر يومياً عما يحصل خلال رحلتنا إلى عُمان، ولكن بدأً من اليوم الرابع لم أفرغ ولم أتمكن من تركيز أفكاري على مدونتي. وها أنا الآن جالس في غرفة الفندق بعد أن ودعت لورنس فانوس إلى المطار أحاول أن أعيد إلى ذاكرتي كل ما حصل في الأيام الأربعة الأخيرة. طائرتي إلى ألمانيا ستقلع بعد منتصف الليل وربما أكمل كتابة هذا التدوين في المطار أو الطائرة لأنشره غداً يوم الأحد. 

بما يخص المعسكر التدريبي فاليوم الرابع ضم تمارين سباحة. ذهبنا إلى فندق الإنتركونتيننتال الذي لديه مسبح طوله ٢٥ متراً. وصلنا الساعة الثانية عشر تقريباً ولم يكن تمرين المعسكر ليبدأ إلا في الرابعة بعد الظهر. فبدأ لورنس تدريبه الشخصي أولاً والذي قارب الخمسة كيلومترات عل ما أظن. أما أنا فسبحت ٤٠ دقيقة فقط حيث أن محمد العبيداني كان قد نظم مقابلة تلفزيونية احتجنا ان نصل إليها في وقت معين. فغادرنا المسبح في الثانية بعد الظهر متجهين إلى مقر التلفزيون.  

لم أكن قد أجريت مقابلة تلفزيونية أبداً في حياتي ولذلك فقد كنت قلقاً نوعاً ما. بعد الدخول الى المقر قادنا من استقبلنا إلى غرفة المكياج حيث قامت سيدة بريطانية بوضع بعض البودرة على وجهي. لاعب الترياثلون العماني أحمد الفلاحي كان المشارك الآخر في المقابلة بينما فضّل محمد أن يبقى وراء الكواليس. دخلنا الأستوديو وبدأت البث المباشر لبرنامج "الحدث" وانتظرنا إلى ان اتت إستراحة حيث دعينا إلى الطاولة لنجلس مع مقدم البرنامج وثُبِّت الميكروفون في قميصي. إجراء مقابلة كهذه ليس بأمر سهل. ليس لديك وقت للتفكير بعد السؤال، فإما أن تعرف موضوعك معرفة جيدة أو تفشل في إيصال النقاط التي تريد إيصالها للمشاهدين. ولم يشكل هذا الأمر أي صعوبة، بل الصعوبة التي أواجهها عادة هي التعبير عن أفكاري في اللغة العربية حيث انني عشت خارج الدول العربية آخر ٣٤ سنة من حياتي وأتكلم ألماني وإنجليزي في حياتي وعملي. ولولا مدونتي الإلكترونية هذه التي أعادت الكثير من الكلمات إلى ذاكرتي ودفعتني إلى تعلم مصطلحات جديدة لما تجرأت حتى لإجراء أية مقابلة بالعربي. انتهت المقابلة على مايرام فارتحت كثيراً وأحسن أحمد أيضاً في الإجابة على الأسئلة التي وجهت إليه. 

عدنا إلى المسبح في وقت بداية تمرين السباحة ولكنني لم أشارك بل أخذت بعض الصور للمشاركين ثم ذهبت إلى غرفة التمارين وركبت الدراجة ٤٥ دقيقة ثم جريت على جهاز الجري ١٥ عشر دقيقة وإستمتعت بعد ذلك بحمام السونا بينما كان لورنس ينهي يومه بالجري في الخارج. 

يبدو أن محمد كان قد سمع عن زيارة أحد من معارفه من الكويت إلى عمان في ذلك اليوم فأخذنا معه إلى الفندق الذي ينزل به ذلك الشخص فقابلناه وجلسنا معه في الفندق وأتى بعد ذلك شخصان عمانيان وجلسوا معنا قليلا قبل أن يغادروا. وغادرنا نحن مع الكويتي لنذهب لعشاء مشاوي شهي في جلسة جميلة تعرفت بها على الأخ الكويتي وهو أحمد الحزامي مؤسس شركة في الكويت للإدارة الرياضية وتنظيم الفعاليات. ومن ضمن الفعاليات التي تنظمها شركته سباقات ترياثلون. كما أن الشركة تدير نادي للترياثلون و متجر متخصص بكل التزامات الترياثلون.

في يوم الأربعاء خرجت مع لورنس في الدراجة فرافقته ما يقارب الثلاث ساعات ثم عدت إلى الفندق بينما أطال لورنس رحلته أكثر قليلاً. لم يأتي أحد إلى تمرين اليوم الخامس في المعسكر الذي كان سيكون تمرين سباحة في البحر. فعدنا إلى الفندق وسبحت في البحر لمدة ٣٠ دقيقة أحسست فيها بالإرتياح لأدائي يومين قبل السباق. في المساء ذهب لورنس مع علي فكان من المفروض أن يجري مقابلة أخرى مع لاكشمي على الراديو ولكن يبدوا أن كان سوء تفاهم حيث ظن علي أن المقابلة قد ألغيت. في نفس الوقت ذهبت مع محمد وأحمد الحزامي وشخص عماني آخر لإجراء مقابلة في راديو الوصال. وما كدنا ان نصل إلى أمام الأستوديو إلا وتلقى محمد اتصال هاتفي من لاكشمي تسأله أين لورنس فأحسسنا بسؤ التفاهم الذي حصل.  واستغل محمد الفرصة ليعرض إجراء المقابلة على التلفون مع أحمد الحزامي. لا أريد أن أعلم ما دار برأس أحمد حيث بقي داخل السيارة وأجرى المقابلة بينما ذهبت أنا مع مقدم البرنامج لأكتب له بعض الكلمات على ورقة تعرفه بالموضوع قليلاً. انهى احمد المقابلة الهاتفية ورافقني في الأستوديو قبل بدأ البث بدقائق قليلة.

أحسست بالإرتياح خلال المقابلة مما اختلف عن حالي في المقابلة التلفزيونية السابقة. وربما يعود ذلك لعدة أسباب منها الشعور بأني مجهول حيث لم يراني المستمعون ولكن السبب الأكبر هو أن مقدم البرنامج كان مرحاً وخلق جواً أعطاك الإحساس بعدم أخذ كل شيء بجدية. فعندما جلسنا أنا وأحمد كانت هناك مقابلة تلفونية مع شخص آخر تكلم عن موضوع بمجال كرة القدم وسأل المقدم مازحاً إن كانوا سيلعبون ضد منتخب الكويت الذي يفوز بالعادة. وهذا الموضوع دفعني لاحقاً خلال مقابلتنا أن أذكر أني من مواليد الكويت وأن أغني انشودة المنتخب مع أحمد (أو يالأزرق، إلعب بالساحة). وبذلك انتهت مقابلة جيدة أخرى أرجوا أنني نجحت قليلاً من خلال المقابلتين بالتعريف عن الترياثلون وعن لورنس فانوس والتشجيع على المشاركة في السباقات وعلى دعم لورنس والرياضيين الآخرين ليحقق كل منهم أقصى قدرتهم. 

وأسرني جداً التعرف على أحمد الحزامي الذي وجدت نفسي متفاهماً معه فكنا كما يقولون على نفس طول الموجة. 

يوم الخميس كان يوم راحة قبل السباق أخذنا محمد إلى أماكن مختلفة فأخذت انطباعات جديدة عن جمال مسقط ونزلت أمطار غزيرة أغرقت جزأً من مسار الجري في السباق وتركنا محمد لتمم التحضيرات اللازمة للسباق. 

أتى يوم السباق فذهبنا إلي منطقة "الموج" وحضرنا انفسنا. انطلق المشاركون في المسافة القصيرة أولاً وكانوا فوق العشرين شخص منهم بطل عالمي سابق وهو هولندي عمره ٥٦ عاماً كان مدرباً لمنتخب الترياثلون العماني السابق. وانطلقت مجموعتنا للسباق الطويل بعد الآخرين بعدة دقائق. السباحة بالبدلة المطاطية يتعبني دائما حيث يتطلب قوة اكبر في الذراعين. ولا فائدة لي في أن أكون أكبر سرعة في البداية إذا كانت السرعة ستختفي عند التعب. قررت انني سأتفادى ارتداء البدلة المطاطية ان استطعت في المستقبل إلى أن أُقوي ذراعيني. وربما سأجرب بدلة مطاطية دون كُم. أما الدراجة فكانت كالمتوقع. وتكون جزء الدراجة من ٤ لفات كل منها ٢٠ كم، ذهاباً وإياباً لمدة ١٠ كم بين دوار من جهة وتقاطع من الجهة الأخرى. وكانت الرياح قوية ما في اتجاه فتساعد في الذهاب وتحتاج المقاومة في الإياب. انهيت هذا الجزء بسرعة ٢٨,٥ كم/ساعة. وعند بداية الجري بدأت أحس بالإرهاق حيث كانت الشمس ساطعة ولم أكن قد تناولت غذاءٍ كافي في اليوم السابق فأكملت ١٤ كم في ساعة ونصف تقريباً. وصلت الى خط النهاية أرجف وكأنني في البرد. وكان قد تسبب لي حرق شمس على اذرعي وارجلي كما أظن انني عانيت من ضربة شمس، فلم أريد عمل أي شيء إلا الذهاب إلى الغرفة للإرتياح والنوم. طبعاً لن انسى ان اذكر أن لورنس فاز بالسباق بدون منافسة وبفارق ٣٥ دقيقة كما فزت أنا بالمركز الأول لفئة فوق الخمسين العمرية (حسناً، سأعترف بأني كنت الوحيد في هذه الفئة في السباق الطويل). 

سلامي إلى كل من قابلتهم وتعرفت عليهم في عمان وسأعود في المستقبل ان شاء الله. لا تنسوا أن تخبروني إذا اتيتم إلى ألمانيا لسبب أو لآخر لتسنح الفرصة لي لرد كرم ضيافتكم وإن كنت لن استطيع الوصول إلى مستوى كرمكم.




Please donate: www.betterplace.org/p16842

No comments:

Post a Comment