Saturday, December 7, 2013

الرياضة والعمر Performance and age

هناك اشياء قليلة في حياتي اندم على عدم فعلها. احدها هو انني لم اشجع أبي على الحركة بل وممارسة بعض الرياضة. والآن حيث اصبح عمري ٥١ عاماً اشعر بأنني مازلت حيوياً وذا قدرة جسدية اكبر من الكثير من المعارف في اعمار مشابه.
ممارسة الرياضة أمر يمكن البدأ به في أي عمر كان والمداومة عليه إلى آخر العمر. هناك العديد من الرجال والاناث فوق السبعين من العمر في سباقات الرجل الحديدي والذين ينهون السباق خلال الوقت القانوني، أي تحت السبعة عشر ساعة. ولكن مع هذا فإن البحوثات تثبت ان القدرة الفيزيائية تتضاءل مع العمر وأن التضاؤل يكون بشكل زائد ما بعد عمر الخامسة والخمسين. اكبر اسباب هذا التضاؤل هو انخفاض معدل استهلاك الأوكسجين الأقصى (VO2max). ويرتبط هذا الإنخفاض بتناقص الكتلة العضلية الذي يبلغ ٤٠٪ بين عمر العشرين والثمانين. ويضم هذا التناقص الالياف العضلية البطيئة الانقباض والالياف السريعة الانقباض، ولكن تضاؤل الالياف السريعة اكثر. 
وتشير الدراسات ايضاً الى ان تضاؤل القدرة الفيزيائية يختلف قليلاً بين رياضات الترياثلون الثلاثة حيث ان قدرات الدراجة لا تنخفض بنفس معدل انخفاض قدرات السباحة والجري. 
ومن ناحية أخرى فهناك فرق بين المسافات القصيرة والطويلة في الجري وعلى الدراجة حيث تهبط قدرات كبار العمر بسرعة اكبر مع ازدياد طول مسافة السباق، بينما لا يوجد فرق في سباحة المسافات الطويلة والقصيرة حيث تهبط القدرات بنفس المقدار غضاً عن الطول. وقد يكون تفسير هذا متعلقاً بواقع أن السباحة أول مرحلة في سباق الترياثلون.
وآخر أمر جدير بالذكر هو أن الرياضيين من اعمار متقدمة قد اظهروا تحسناً نسبياً في العقود الثلاثة الأخيرة وذلك في كل الرياضات الثلاثة.  
إذاً، كيف ينطبق كل هذا علي أنا؟ بالاختصار فإن الدراسات تقول ان رياضي الترياثلون في عمر الخمسين أبطأ في السباحة مما كان عليه في العشرين بمقدار ١٥٪ بغض النظر عن المسافة وما إن كانت أولمبية أم مسافة الآيرونمان، ثم انه أبطأ على الدراجة بمقدار ١٠٪ غضاً عن المسافة أيضاً، وأبطأ في الجري بمقدار ١٠٪ في المسافات القصيرة و ١٥٪ في المسافات الطويلة. 
بعد قراءة هذه الدراسات بحثت عن نتائجي في أول سباق ترياثلون وقارنتها مع آخر سباق. أول سباق لي كان في عمر ٣٩ وكان طوله ٨٠٠م-٣٢كم-٦كم والسباق الأخير اكملته قبل ٣ اشهر أي في عمر ٥١ وكان سباق أولمبي (١٥٠٠م-٤٠كم-١٠كم). نتيجة المقارنة ان سرعتي بقيت ثابتة او انخفضت قليلاً جداً في السباحة والجري وارتفعت ٥٪ على الدراجة، كل هذا مع ان وزني قد زاد ٨ كج في هذه المدة. وهذا يعني انني قاومت تأثير الوزن والعمر كلاهما. أُفسِّر ذلك بالمواظبة على التمرين والاكثار منه في السنوات الثلاثة او الاربعة الماضية وخاصة عندما كنت أُحضِّر لسباق الآيرونمان في العام الماضي. 
على كل حال فإن الحركة والرياضة أحسن ما يمكن فعله لإيقاف تدهور القدرات الجسمانية بل و الصحة مع تقدم العمر. والآن سأذهب الى ساعة ونصف من التمرينات. حياكم الله.

No comments:

Post a Comment