Thursday, December 27, 2012

لم يبقى إلا مراثون. 42,2 كم. آخر مرة ركضت فيها مراثوناً كاملاً كانت قبل عشرة أعوام في Cincinnati. أطول مسافة ركضتها في تدريباتي تحضيرا لهذا السباق لم تتعدى 28 كم.
 في نقطة التغيير خلعت الخوذة وأحذية الدراجة ولبست طاقية واقية من الشمس وأحذية الركض وعدت إلى الطريق. بعد 100 متر تقريباً وقفت عند زوجتي التي فركت مرهم الوقاية من الشمس على كتفي والوجه والساقين ووضعت فازلين تحت الإبط للحد من الإحتكاك. من المواصفات الجميلة في هذا السباق في هنغاريا أن المراثون مكون من 11 دورة طول كل منها 3,83 كم بما معناه أن مساعدة العائلة أو المعارف متاحة للمتسابق لأنه يعود إليهم مراراً. إبنتي مريم استلمت من كريم مهمة تغذيتي. سلمتني زجاجة المغنيزيوم السائل مفتوحة أول مرة ففقدت نصفها راكضاً إلى أن أحسست بذلك. في دورة من الدورات الأخرى كانت الزجاجة مغلقة ولكن عندما فتحتها وجدتها فارغة ولا أدري كيف حصل ذلك. بدأت الركض بسرعة عالية نسبياً كنت أعلم أنني لن أستطيع حفظها للمسافة كلها. ولكن شعوري كان جيداً فلم افكر في تخفيف سرعتي إلى أن فرغ جسمي من طاقته تماماً و كدت أن أنهي السباق بدون الوصول إلى خط النهايه.
حدث هذا بعد ساعتين و ربع من الركض تقريباً. أحسست بأن عضلات فخذي الأمامية قد تتقلص في أي لحظة. لم يكن يهمني الوقت الذي سأحتاجه لإكمال السباق ولكن الشيء الوحيد الذي لم أريد أن أراه بجانب إسمي في قائمة النتائج هوDNF أي Did Not Finish (لم يُنهي). توقفت عن الركض وبدأت بالمشي إلى أن مررت بصديقي وزميل العمل لاسلو مارتا اللذي أسميه المدرب لاسلو واللذي سأعود في المستقبل للكتابة عنه أكثر لأن دوره في إنجازي هذا يساوي دوري أنا إن لم يكن أكبر. المدرب لاسلو أعطاني حبة أملاح شعرت بعد أن تناولتها بأنني أستطيع العودة إلى الركض, وأعطاني حبة أملاح أخرى في أحد من الدورات التي تلت ولكنها كانت آخر حبة لديه. بعد أربعة ساعات من الركض تقريبا عاد الإحساس في عضلات مقدمة فخذي بأنهم على وشك التقلص من جديد. رجعت إلى المشي لأبقى عليه هذه المرة إلى النهايه. شاركني كريم في الأمتار الأخيرة إلى أن دخلت قوس النهايه واستلمت الميدالية. إيرس ومريم قابلتاني هناك أيضاً. وجودهم معي في تلك اللحظة وأنا أحقق أحد أحلامي كان شعور فوق أي وصف.       

No comments:

Post a Comment